المشهد اليمني

دراسة كندية..كل ساعة إضافية أمام الشاشات تقلل فرص التفوق الدراسي بنسبة 10%

الأحد 12 أكتوبر 2025 12:45 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
دراسة كندية..  كل ساعة إضافية أمام الشاشات تقلل فرص التفوق الدراسي بنسبة 10%
دراسة كندية.. كل ساعة إضافية أمام الشاشات تقلل فرص التفوق الدراسي بنسبة 10%

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في المعاهد الكندية لأبحاث الصحة (CIHR) بالتعاون مع جامعة تورنتو، عن وجود علاقة مباشرة بين زيادة وقت استخدام الشاشات في مرحلة الطفولة المبكرة، وتراجع مستوى التحصيل الأكاديمي لاحقًا، لا سيما في مهارات القراءة والرياضيات.

نقلًا عن مجلة JAMA Network Open، فإن كل ساعة إضافية يقضيها الطفل أمام الشاشات يوميًا تقلل احتمالية تحقيقه لأداء أكاديمي مرتفع بمعدل 10%، وذلك وفقًا لتحليل لنتائج الاختبارات المعيارية في مقاطعة أونتاريو الكندية.

تفاصيل الدراسة

تابعت الدراسة بيانات أكثر من 3,000 طفل في أونتاريو على مدار 15 عامًا (من 2008 حتى 2023). وتم ربط مدة استخدام الشاشات، التي أبلغ عنها الآباء خلال مرحلة الطفولة المبكرة، مع نتائج الطلاب لاحقًا في اختبارات EQAO الموحدة، التي تقيس مهارات القراءة والرياضيات في الصف الثالث، والرياضيات في الصف السادس.

النتائج الرئيسية:

  • في سن 5.5 سنوات: كان متوسط وقت الشاشة 1.6 ساعة يوميًا.

  • في سن 7.5 سنوات: ارتفع المتوسط إلى 1.8 ساعة يوميًا.

  • ارتبط وقت التلفزيون والوسائط الرقمية (مثل الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر) بانخفاض ملحوظ في درجات القراءة والرياضيات.

التأثيرات بحسب الجنس والمحتوى

  • بين الطالبات، تبين أن ألعاب الفيديو ارتبطت بتراجع أكبر في الأداء الأكاديمي مقارنة بالطلاب الذكور، خاصة في الصف الثالث.

  • لكن تجدر الإشارة إلى أن 20% فقط من أولياء الأمور أبلغوا عن استخدام أطفالهم لألعاب الفيديو، مما يشير إلى الحاجة لمزيد من الدراسات لفهم التأثيرات بشكل أكثر دقة.

دلالات الدراسة

تشير هذه النتائج إلى أن نوعية المحتوى والسياق الذي يُستخدم فيه وقت الشاشة لهما دور مهم في التأثير على التطور الأكاديمي للأطفال، وليس فقط عدد الساعات.

ويؤكد الباحثون أن:

"وقت الشاشة بات جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، ولكن التعرض المكثف له قد يترك آثارًا ملموسة على الأداء المدرسي، ما يُحتم تطوير استراتيجيات تدخل مبكر لمساعدة الأطفال وأسرهم في تكوين عادات صحية في استخدام التكنولوجيا."

التوصيات التربوية المستخلصة

  1. تقليل وقت الشاشة في الأعمار المبكرة، خاصة قبل دخول المدرسة.

  2. اختيار محتوى تعليمي تفاعلي بدلًا من المحتوى الترفيهي السلبي.

  3. إشراك الطفل في نشاطات غير رقمية مثل القراءة واللعب الحركي.

  4. وضع قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية داخل المنزل.

  5. المتابعة الأبوية المستمرة لأنشطة الطفل الرقمية.

ما الخطوة القادمة في البحث؟

أعلن الفريق البحثي عن نيته توسيع نطاق الدراسة لتشمل:

  • أنواع المحتوى الذي يتعرض له الأطفال.

  • سياق الاستخدام (مثل الاستخدام الفردي مقابل الاستخدام العائلي).

  • مقاييس جديدة مثل معدلات الحضور المدرسي ودرجات التقارير الفصلية، لفهم أعمق للتأثيرات طويلة المدى.

كل دقيقة أمام الشاشة في سنوات الطفولة الأولى لها تأثيرات تتجاوز الترفيه، وقد تكون كلفتها النجاح الأكاديمي في المستقبل.
لهذا، فإن تبني عادات استخدام ذكية ومتوازنة للتكنولوجيا داخل المنزل، أصبح ضرورة تربوية لا يمكن تجاهلها.