المشهد اليمني

الضوء الأزرق.. بين فوائده الضرورية ومخاطره الصامتة

الأحد 12 أكتوبر 2025 01:04 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
الضوء الأزرق.. بين فوائده الضرورية ومخاطره الصامتة
الضوء الأزرق.. بين فوائده الضرورية ومخاطره الصامتة

في عصر الشاشات الذكية، لم يعد الضوء الأزرق غريبًا عن حياتنا اليومية، فمن الهواتف المحمولة إلى الحواسيب والتلفزيونات، أصبح هذا النوع من الضوء شريكًا دائمًا لأعيننا، سواء في العمل أو الترفيه، لكن، هل هو عدو خفي يجب الحذر منه، أم أداة طبيعية تساعد أجسامنا على تنظيم إيقاعها البيولوجي؟

فإن الضوء الأزرق ليس اختراعًا حديثًا، بل هو مكون طبيعي من ضوء الشمس، ويلعب دورًا حيويًا في تنظيم الجسم وتحفيز النشاط العقلي، إلا أن مصادره الصناعية قد تحمل بعض المخاطر الصحية، خاصة مع الاستخدام المفرط.

فوائد الضوء الأزرق

1. تحفيز الانتباه واليقظة

التعرض للضوء الأزرق، وخصوصًا من ضوء الشمس، يساعد في زيادة التركيز والنشاط الذهني، ما يجعله مفيدًا خلال ساعات النهار.

2. تنظيم الساعة البيولوجية

الضوء الأزرق يساعد الجسم في ضبط إفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن الشعور بالنعاس، مما يُساهم في تنظيم النوم والاستيقاظ بفعالية.

3. تحسين المزاج

التعرض لأشعة الشمس التي تحتوي على الضوء الأزرق الطبيعي له تأثير مباشر على رفع الحالة المزاجية، ولهذا يُستخدم الضوء الأزرق أحيانًا في علاج الاضطرابات العاطفية الموسمية (SAD).

أضرار الضوء الأزرق الصناعي

رغم الفوائد، فإن التعرض المكثف والمستمر للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات قد يُسبب آثارًا سلبية، خاصة عند التعرض له في الليل:

1. اضطرابات النوم

استخدام الهاتف أو الحاسوب قبل النوم يقلل من إفراز الميلاتونين، مما يؤدي إلى تأخر النعاس واضطرابات في النوم مثل الأرق.

2. إجهاد العين الرقمي

الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات يُرهق العينين، ويسبب:

  • جفاف

  • حكة

  • ضبابية مؤقتة في الرؤية

3. مخاطر على شبكية العين

تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض المزمن للضوء الأزرق قد يزيد من خطر الإصابة بـ"الضمور البقعي المرتبط بالعمر"، وهو مرض يؤثر على الرؤية المركزية.

4. تأثيرات على الصحة النفسية

قلة النوم الناتجة عن الاستخدام الليلي المفرط للأجهزة قد تؤدي إلى:

  • زيادة التوتر

  • القلق

  • تراجع في القدرة الذهنية خلال النهار

هل يجب أن نقلق من الضوء الأزرق؟

حتى الآن، لا توجد أدلة قاطعة تؤكد أن الضوء الأزرق الصادر من الأجهزة الرقمية يسبب تلفًا دائمًا في العين، لكن الأبحاث ما زالت جارية. ومع ذلك، الإفراط في التعرض له دون فترات راحة قد يؤدي إلى أعراض مزعجة على المدى القصير، ويؤثر على نمط النوم والصحة العامة.

نصائح لتقليل أضرار الضوء الأزرق

  1. تقليل استخدام الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.

  2. استخدام "الوضع الليلي" أو "فلتر الضوء الأزرق" في الأجهزة.

  3. ارتداء نظارات تحجب الضوء الأزرق عند الحاجة.

  4. اتباع قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة، انظر إلى شيء على بعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية.

  5. التعرض لضوء الشمس الطبيعي خلال النهار لتنظيم الساعة البيولوجية.

الضوء الأزرق ليس شريرًا بالكامل، بل عنصر طبيعي وأساسي لصحة الجسم والنشاط العقلي، لكن كما هو الحال مع أي شيء، الاعتدال والتوازن هو الحل، احرص على الاستفادة من فوائده خلال النهار، وقلل من ضرره ليلاً باتباع عادات استخدام رقمية صحية.