الإمارات تهز سلطنة عمان بضربة قاسية وموجعة

صدمة هائلة تعرض لها أبناء سلطنة عمان، وسادت الأحزان والأتراح كل ربوع السلطنة، وذرف العمانيين الدموع وانتابتهم حرقة في القلب، فقد كانت المفاجأة مدوية، وخلال أقل من عشرين دقيقة فقط انقلبت الأمور رأسا على عقب، وتحولت أفراح ومسرات أبناء السلطنة إلى أتراح وأحزان.
"يستاهل البرد من ضيع دفاه" هذا مثل عربي شهير يلخص ما حدث بين السلطنة والإمارات، فقد كان المنتخب العماني يصول ويجول، وظهر لاعبيه في الشوط الأول بشكل رائع ومنظم وتمكنوا من تسجيل هدف السبق في مرمى المنتخب الإماراتي، حتى إن المحللين الرياضيين الإماراتيين اعترفوا بأفضلية العمانيين في التقدم وأكدوا إن منتخب عمان استحق التقدم عن جدارة واستحقاق.
ومع انطلاقة الشوط الثاني، استمر التقدم العماني بهدف دون مقابل حتى الدقيقة ال70 حين ارتكب المنتخب العماني ومدربهم خطأ قاتل وقرروا التوقف عن الهجوم، والتراجع للدفاع عن هدفهم الوحيد، هذا التراجع كان كارثيا لأن لاعبي منتخب الإمارات ومدربهم استغلوا الأمر أحسن استغلال، وتمكنوا خلال 20 دقيقة فقط من تسجيل هدفين وحصد 3 نقاط ثمينة ربما تقودهم إلى " كأس العالم " وهو
أهم محفل كروي تسعى إليه كل دول العالم.
ومع وصول المباراة إلى دقائقها الأخيرة استمات لاعبي المنتخب العماني لتحقيق التعادل على الأقل بدلا من الخسارة، لكن كانت الطيور قد طارت بارزاقها وخطف المنتخب الإماراتي النقاط الثمينة التي هي أغلى من الذهب، ومع إطلاق الحكم لصافرته، تغيرت الأمور في مدرجات الملعب، فبعد إن كانت الجماهير العمانية ترقص وتتمايل وتطلق أهازيج الفرح، عندما انتهى الشوط الأول بينما المشجعين الإماراتيين ينتابهم الحزن والصمت، لكن النهاية ابتسمت للمشجع الإماراتي، وانتشرت الأفراح والمسرات على مدرجات الملعب القطري، وكذلك في كافة المدن الإماراتية.
ختاما أقول للشعب العماني الحبيب إن هذا هو حال كرة القدم، وأبناء السلطنة يتميزون بأخلاقهم العالية وسيتقبلون هذا الأمر بروح رياضية، والهزيمة لا تعني خروج منتخب عمان من المنافسة بشكل رسمي، فلا يزال
هناك أمل، وإن كان هذا الأمل ضعيفا، لكنه يبقي موجود، وكرة القدم لا تعرف المستحيل، فإذا تمكن المنتخب الإماراتي في مباراته القادمة من الفوز على المنتخب القطري شريطة إن يكون هذا الفوز بأكثر من هدفين نظيفين، فهذا سيجعل المنتخب العماني يحتل المركز الثاني في المجموعة، وبالتالي سيخوض لقاء مع صاحب المركز الثاني في المجموعة التي تضم منتخبات السعودية والعراق وإندونيسيا، وعلى العموم فمهما كانت النتيجة، فسنقول للفائزين ألف مبروك، وهارد لك لمن لم يحالفه الحظ، فهذا هو حال كرة القدم، فوز وخسارة، وكما يقول الشاعر:
فرح هنا وهناك قام المأتم...بيت ينوح واخر يترنم.