استمرار إضراب المخابز في تعز يدفع الأهالي إلى دعم الخبز المنزلي الذي تصنعه النساء

في ظل استمرار إضراب المخابز والأفران التجارية بمدينة تعز، برزت مبادرات مجتمعية لافتة تمثّلت في دعم الإنتاج المنزلي للخبز الذي تصنعه النساء في الأحياء والأسواق الشعبية، في مشهد يعكس روح التكافل والصمود في وجه الأزمة المعيشية المتفاقمة.
فمع توقف معظم المخابز عن العمل منذ أيام، لجأ المواطنون إلى شراء الخبز المنزلي من النساء اللاتي يقمن بإعداده في منازلهن وبيعه في الأسواق، خصوصًا في منطقة الباب الكبير التي تحولت إلى مركز حيوي لبيع أنواع مختلفة من الخبز الفطير والملوج الطازج والنظيف.
وتنتشر في أزقة المدينة وروائح الخبز المنزلي تفوح من الأفران الصغيرة والمواقد التقليدية، بينما تصطف طوابير المواطنين لشراء منتجات النساء العاملات، في مشهد يعكس اعتماد الأهالي المتزايد على الجهود الفردية في ظل غياب الحلول الرسمية لأزمة الخبز.
على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق ناشطون حملات لدعم النساء العاملات في هذا المجال، داعين الأهالي إلى شراء الخبز المنزلي "ليس فقط لتأمين احتياجاتهم اليومية، بل أيضًا لمساندة الأمهات المكافحات اللاتي يحملن أعباء إعالة أسرهن". وأشار ناشطون إلى أن كثيرًا من هؤلاء النساء ينزلن من جبل صبر يوميًا حاملات منتجاتهن إلى المدينة بعد ساعات من العمل الشاق والعجن والخبز في ظروف صعبة.
من جهتهم، عبّر مواطنون عن تقديرهم لجودة الخبز المنزلي ونظافته مقارنة ببعض المخابز التجارية، مشيدين بالجهود التي تبذلها النساء لتوفير منتج طازج وبأسعار مناسبة رغم التحديات.
ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة تمثل نموذجًا للتكافل المجتمعي وقدرة المواطنين على التكيّف مع الأزمات، حيث تحولت الأزمة الخدمية إلى فرصة اقتصادية مصغّرة تمكّن النساء من تحقيق دخل يسدّ احتياجات أسرهن اليومية.
ومع استمرار إضراب المخابز، يظل الخبز المنزلي اليوم رمزًا للصمود والابتكار الشعبي في وجه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مدينة تعز منذ سنوات.