المشهد اليمني

14 أكتوبر.. ثورة الحرية والسيادة

الإثنين 13 أكتوبر 2025 07:41 مـ 21 ربيع آخر 1447 هـ
الكاتب هزاع البيل
الكاتب هزاع البيل

تحلّ علينا الذكرى الثانية والستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، تلك اللحظة التاريخية التي جسّد فيها اليمنيون أروع صور النضال والتضحية في سبيل الحرية والاستقلال.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1963م، انطلقت من جبال ردفان أول شرارة لثورة شعبية عارمة ضد الاستعمار البريطاني الذي جثم على جنوب الوطن لأكثر من 129 عامًا.
لم تكن ثورة 14 أكتوبر مجرد حدث عابر في ذاكرة التاريخ، بل محطة فاصلة في مسار اليمن السياسي والوطني إذ مثلت لحظة وعي جمعي بأن الاستقلال لا يمنح، بل ينتزع بإرادة الأحرار وقد سطّر الثوار بدمائهم ملحمة الكرامة التي توّجت في 30 نوفمبر 1967 بخروج آخر جندي بريطاني من أرض اليمن.
هذه الثورة لم تكن معزولة عن نضال اليمنيين في الشمال حيث سبقتها ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد الإمامة الكهنوتية، فكانت الثورتان توأمين في وجه نظامين من القهر والاستبداد، وعبّرتا معًا عن وحدة الهدف والمصير لكل أبناء اليمن.
واليوم، إذ نحيي هذه الذكرى العظيمة فإننا نستحضر دلالاتها العميقة في مواجهة التحديات الراهنة، وعلى رأسها المشروع الحوثي السلالي المدعوم من إيران الذي يسعى لإعادة اليمن إلى عصور الظلم والكهنوت.
إن روح أكتوبر، كما أسقطت الاستعمار بالأمس قادرة اليوم على إسقاط السلالة ورفض الوصاية متى ما توحد اليمنيون خلف قضيتهم العادلة.
وختامًا، فإن 14 أكتوبر سيبقى عنوانًا للحرية ورمزًا لإرادة شعب لا يقبل بالهوان، ولا يساوم على سيادته وكرامته.