المشهد اليمني

” شرطة شبوة تُفكيك خلية منظمة تستهدف شريان الاقتصاد اليمني”

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 12:36 صـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
القاطرة
القاطرة

في عملية أمنية نوعية تُعدّ من أبرز الضربات التي وجهتها الأجهزة الأمنية في محافظة شبوة خلال الأشهر الأخيرة، تمكّنت شرطة مديرية عسيلان من تفكيك خلية إجرامية متخصصة في سرقة النفط الخام مباشرةً من الأنابيب الرئيسية، بعد ضبط قاطرة عملاقة محمّلة بما يقارب 31 ألف لتر من "الذهب الأسود" المسروق.

وأفادت مصادر أمنية مطلعة بأن القاطرة، المملوكة للمدعو "ح.س.ل" ويقودها "م.ص.س"، كانت تستخدم تقنيات شفط محترفة لاستخراج النفط من الخط النفطي الاستراتيجي المارّ في المنطقة، في عملية وُصفت بأنها "ليست سرقة عابرة، بل جزء من شبكة إجرامية منظمة تستهدف شريان الحياة الاقتصادي للبلاد".

وأكدت المصادر أن الكميات المضبوطة، رغم ضخامتها، تمثّل جزءاً يسيراً من الكميات الهائلة التي تُسرَق يومياً من خطوط النفط عبر وسائل متطورة، مشيرة إلى أن هذه الممارسات الإجرامية تُسهم بشكل مباشر في تقويض الاقتصاد الوطني وحرمان الدولة من إيرادات حيوية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

وأوضحت شرطة عسيلان أن العملية تأتي في إطار حملة أمنية شاملة تستهدف ما بات يُعرف بـ"مافيا النفط"، التي تستغل ضعف الرقابة وانشغال الدولة بتحديات أمنية أخرى لنهب الموارد الوطنية وبيعها في السوق السوداء بأسعار متدنية، مستفيدةً من غياب الرادع القانوني.

وقد تم احتجاز القاطرة مع كامل حمولتها النفطية، والتي تُقدّر قيمتها بمئات الملايين من الريالات اليمنية، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتورطين.

كما أشارت الشرطة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية على قدم وساق لكشف باقي أعضاء الشبكة، وتحديد مدى امتداداتها المحلية والخارجية، مؤكدةً عزمها على ملاحقة كل من يُثبت تورطه في هذه الجرائم، مهما كانت خلفياته أو نفوذه.

ويُنظر إلى هذه العملية باعتبارها رسالة واضحة من الأجهزة الأمنية مفادها أن "النفط ليس غنيمة"، وأن يد العدالة لن تتوانى عن الوصول إلى كل من يحاول المساس بأمن الطاقة الوطني، في وقت تسعى فيه الدولة لاستعادة هيبة مؤسساتها وحماية مواردها الحيوية من النهب والعبث.