المشهد اليمني

وول ستريت تشتعل مجددًا.. تفاؤل عالمي يدفع الأسهم الأمريكية للصعود وسط إشارات إيجابية من واشنطن وبكين

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 02:34 صـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
وول ستريت
وول ستريت

في مشهد اقتصادي مثير يعيد الأمل إلى الأسواق العالمية، ارتفعت مؤشرات وول ستريت بقوة وسط إشارات إيجابية من واشنطن وبكين بشأن استمرار المفاوضات التجارية، إلى جانب انفراجة في التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط، لتعود موجة الصعود المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لتقود المشهد من جديد، بعد أسوأ موجة تراجع شهدتها الأسواق منذ ستة أشهر.

اتفاق أمريكي–صيني محتمل يعيد الثقة للأسواق العالمية

قفز مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.6%، مسجلًا أفضل جلسة له منذ مايو، ليضيف مزيدًا من الزخم إلى السوق الصاعدة التي رفعت قيمتها الإجمالية إلى نحو 28 تريليون دولار، كما ارتفعت أسهم شركات الرقائق الإلكترونية بنحو 5%، بقيادة سهم "برودكوم" الذي قفز بنسبة 10% بعد إبرام اتفاق طويل الأمد مع "أوبن إيه آي" لتوريد رقائقها ومعداتها الشبكية.

الذكاء الاصطناعي يقود موجة صعود جديدة في أسهم التكنولوجيا

ويشير المحللون إلى أن هذه القفزة تعكس عودة الثقة في استراتيجية “شراء الانخفاض” التي لطالما اعتمد عليها المستثمرون، مع تزايد الرهانات على أن موسم الأرباح القادم للبنوك وشركات التكنولوجيا سيعزز الزخم الإيجابي في الأسواق.

إشارات سلام من واشنطن وبكين تعيد التفاؤل

زاد الإقبال على المخاطرة في الأسواق بعد أن أبدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعدادها للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع الصين، بينما أعلنت وزارة التجارة الصينية رغبتها في مواصلة الحوار لحل القضايا العالقة.

كما ساهمت زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط واحتفاله بتوقيع اتفاق سلام أنهى الحرب في غزة في تهدئة الأسواق، خاصة بعد الإعلان عن تدفق المساعدات إلى القطاع، وبالتوازي، حافظ الدولار الأمريكي على استقراره مع ارتفاع طفيف بنسبة 0.2%، بينما لم تتحرك العقود الآجلة للسندات الأمريكية كثيرًا بسبب عطلة "يوم كولومبوس".

وقالت كالي كوكس، المحللة في شركة ريتهولتز ويلث مانجمنت:

“يمكنك أن تجادل بشأن التقييمات أو الاقتصاد، لكنك لا تستطيع المراهنة ضد سوق صاعدة تندفع بهذه القوة".

الذكرى الثالثة للسوق الصاعدة: إلى أين تتجه الأسهم؟

مع دخول السوق الصاعدة عامها الثالث، يتساءل المستثمرون: هل يستمر الزخم؟، ووفقًا لتقرير صادر عن إل بي إل فايننشال، فإن الأسواق الصاعدة التي تصل إلى عامها الرابع تحقق عادة مكاسب سنوية بمتوسط 12.8%، ويعتقد محللو الشركة أن هذه الموجة الصاعدة، رغم قوتها، لا تزال تمتلك مجالًا إضافيًا للنمو.

وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يُظهر مؤشرات ركود، وأن الاحتياطي الفيدرالي في منتصف دورة خفض أسعار الفائدة، مما يدعم استمرارية النمو. كما أكدت أولريكه هوفمان-بورشارد من يو بي إس لإدارة الثروات العالمية أن فترات التراجع الحالية تمثل "فرصة للمستثمرين لزيادة مراكزهم طويلة الأجل".

موسم أرباح حاسم لاختبار قوة السوق

يتوقع الخبراء أن بيانات الوظائف والتضخم وأرباح شركات التكنولوجيا ستكون عوامل حاسمة في تحديد مسار الأسهم خلال الربع الأخير من العام.
وقال أنتوني ساغليمبيني من أميريبرايز فايننشال إن المخاطر قصيرة الأجل تشمل تقلبات الأرباح والتوترات التجارية واحتمال خيبة الأمل من نتائج شركات الذكاء الاصطناعي.

وأضاف:

“إذا ظلت الأساسيات الاقتصادية قوية، فهناك فرصة كبيرة لأن تنهي الأسواق العام على ارتفاع، رغم التذبذبات المؤقتة".

في المقابل، حذّر سام ستوفال من سي إف آر إيه من أن ارتفاع نسبة السعر إلى الأرباح لمؤشر “إس آند بي 500” إلى 25 ضعفًا يجعل السوق عرضة للتصحيح، لكنه أكد أن التاريخ يدعم استمرار السوق الصاعدة للعام الرابع على التوالي.

اختبار الثقة في موسم الأرباح

مع اقتراب موسم إعلان النتائج، يتعامل المتداولون بحذر مع الارتفاعات القياسية للأسهم الأمريكية، خصوصًا مع توقعات بأن تكون نتائج شركات الذكاء الاصطناعي حاسمة في تحديد اتجاه السوق.

وكتب استراتيجيون من آر بي سي كابيتال ماركتس أن “أي تباطؤ في زخم الأرباح قد يوقف موجة الصعود مؤقتًا”، بينما أشار محللو سيتي غروب إلى استقرار مؤشرات مراجعة الأرباح للمرة الأولى منذ أغسطس، ما يعزز الترقب الحذر في الأوساط الاستثمارية.

واختتم ريتشارد سابيرستين من تريجري بارتنرز بقوله:

"موسم الأرباح الحالي سيكون اختبارًا حقيقيًا لقوة السوق الصاعدة، الجميع يراقب ما إذا كانت الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي ستترجم إلى أرباح حقيقية".

خلاصة التقرير

تشير مؤشرات وول ستريت إلى عودة الثقة تدريجيًا إلى الأسواق الأمريكية، مدفوعة بتفاؤل سياسي بين واشنطن وبكين، وتفاؤل اقتصادي بفضل نمو قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومع اقتراب موسم الأرباح، يبقى السؤال الأبرز: هل تستمر هذه السوق الصاعدة في تحقيق المكاسب، أم أن التصحيح بات قريبًا؟

الكلمات المفتاحية

وول ستريت، الأسهم الأمريكية، مؤشر إس آند بي 500، الصين، الولايات المتحدة، واشنطن، بكين، الحرب في غزة، الذكاء الاصطناعي، موسم الأرباح، الاقتصاد الأمريكي، الرئيس ترامب، الأسواق العالمية، المستثمرون، ارتفاع الأسهم.