• الرئيسية
• المشهد الدولي

تعيش الساحة السياسية في إسرائيل حالة من الترقب عقب إعلان رئاسة الوزراء عن تدهور الحالة الصحية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فقد كشفت السلطات أن نتنياهو يعاني التهاباً في القصبة الهوائية، ما اضطره إلى الحصول على قسط من الراحة بناء على توصية طبية عاجلة، ويأتي هذا التطور في وقت بالغ الحساسية، حيث لا يزال رئيس الوزراء يخضع لاستجوابات مطولة في قضايا فساد معقدة تهدد مستقبله السياسي.

معاناة صحية داخل أروقة المحكمة

شهدت إحدى جلسات محاكمة نتنياهو في محكمة تل أبيب مشهداً لافتاً، إذ ظهر رئيس الوزراء بحالة إرهاق واضحة، متأثراً بسعال متكرر وزكام شديد وخلال الجلسة، طلب إنهاء الاستماع إليه مبكراً بسبب عدم قدرته على المتابعة، ما دفع القضاة إلى الموافقة على تأجيل الإجراءات، وأكد نتنياهو أمام هيئة المحكمة أن حالته لا تتحسن رغم تلقي العلاج، مشيراً إلى أن طبيبه نصحه بالابتعاد عن العمل لساعات طويلة حتى يتعافى.

القضايا القضائية ما تزال تطارده

رغم أزمته الصحية لم يمنع ذلك استمرار الضغوط القضائية عليه، فهو متهم رفقة زوجته سارة بتلقي هدايا فاخرة تجاوزت قيمتها 260 ألف دولار من رجال أعمال مقابل تسهيلات سياسية، كما يواجه في قضايا أخرى اتهامات بالسعي للحصول على تغطية إعلامية إيجابية عبر تفاهمات سرية مع وسائل إعلام محلية بارزة.

ترامب يدخل على الخط

وفي خطوة أثارت الجدل اقترح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إصدار عفو خاص عن نتنياهو، في محاولة للالتفاف على الإجراءات القانونية التي يخضع لها، ورغم أن نتنياهو ينفي جميع التهم ويؤكد أنه ضحية مؤامرة سياسية، إلا أن هذا الطرح يعكس مدى تعقيد المشهد المحيط به.

إصلاحات قضائية مثيرة للانقسام

إلى جانب القضايا المطروحة أمام القضاء، يواجه نتنياهو معارضة واسعة بسبب مشروع الإصلاح القضائي الذي أطلقه منذ توليه ولايته الحالية أواخر عام 2022، ويعتبر منتقدوه أن هذه الخطوات تهدف إلى تقويض استقلال القضاء وتمكين الحكومة من السيطرة على المؤسسات الرقابية.

تتداخل الأزمة الصحية مع التطورات القضائية والسياسية لتضع مستقبل نتنياهو على المحك، وبينما يُتوقع أن يحصل على فترة راحة مؤقتة، إلا أن المعركة الحقيقية لا تزال مستمرة داخل أروقة المحاكم وخارجها، ما يجعل الأسابيع المقبلة حاسمة في مسيرته السياسية.