المشهد اليمني

غضب في أروقة الأمن البريطاني بعد إسقاط قضية التجسس الصينية

الجمعة 17 أكتوبر 2025 02:47 صـ 25 ربيع آخر 1447 هـ
كين ماكولم
كين ماكولم

في مشهد يعكس تصاعد التوتر بين لندن وبكين، خرج السير كين ماكولم، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني MI5، بخطاب حادٍّ من مقره في لندن، عبّر خلاله عن إحباطه العميق من انهيار قضية التجسس الصينية التي كانت تُعدّ الأضخم منذ عقود في تاريخ بريطانيا الحديث، وقال ماكولم بصوتٍ حازم:

"عملنا بجدٍ لتأمين الإدانة، ومن المحبط للغاية أن تنتهي القضية بهذا الشكل".

رئيس الاستخبارات البريطانية يفجّر مفاجأة

القضية، التي عُرفت إعلاميًا باسم «قضية الجواسيس الصينيين»، كانت تتعلق باتهام باحث في البرلمان يدعى كريستوفر كاش ومدرّس يُدعى كريستوفر بيري بنقل معلومات حساسة من مجلس العموم البريطاني إلى جهات مرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني.
لكنّ النيابة العامة البريطانية قررت إسقاط القضية لعدم كفاية الأدلة، ما أثار موجة من الانتقادات الحادة للحكومة العمالية بقيادة كير ستارمر، وطرح تساؤلات حول مدى استعداد لندن لمواجهة ما تصفه بـ “التهديد الصيني الصامت”.

بريطانيا تزعم إحباط تهديد صيني جديد خلال أسبوع واحد

وفي مفاجأة أخرى، كشف ماكولم أن جهازه أحبط مؤخرًا تهديدًا أمنيًا خطيرًا مصدره الصين خلال الأسبوع الماضي، دون أن يذكر تفاصيل إضافية لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وأوضح أن وتيرة الاختراقات العدائية ضد بريطانيا ارتفعت بنسبة 35% خلال العام الجاري، مشيرًا إلى أن معظم هذه الأنشطة مرتبطة بثلاث دول وصفها بـ “الثلاثي الأخطر”: الصين، إيران، وروسيا.

وأضاف ماكولم أن جهاز MI5 يعمل على منع وتعطيل أي محاولات تجسس أو تدخل سياسي تستهدف الأمن القومي البريطاني، مؤكدًا أن “المعركة ضد التهديدات الأجنبية لم تعد تقتصر على التجسس التقليدي، بل تشمل محاولات التأثير على الجامعات، والشركات، والبنية التحتية، وحتى المؤسسات الديمقراطية”.

جدل سياسي داخل حكومة العمال واتهامات بالتدخل في الأمن القومي

الخطاب لم يكن خاليًا من الإشارات السياسية؛ فقد دافع ماكولم عن نائب مستشار الأمن القومي ماثيو كولينز، بعد اتهامات من بعض أعضاء البرلمان بأنه كان وراء انهيار القضية، بسبب رفضه تصنيف الصين كعدو رسمي للمملكة المتحدة، وقال ماكولم:

"عملت إلى جانب كولينز لسنوات، وهو رجل نزيه ومهني من الطراز الأول".

لكن الأزمة أخذت بُعدًا سياسيًا أكثر تعقيدًا بعد تسريب شهادة كولينز أمام لجنة الأمن، والتي تضمنت نصوصًا مطابقة لما ورد في البيان الانتخابي لحزب العمال لعام 2024، الذي يتبنى سياسة “التعاون حيث يمكن، والمنافسة حيث يجب، والتحدي حيث يلزم” تجاه الصين.
هذا التطابق أثار اتهامات للعمال بالتدخل السياسي في قضية أمن قومي، ما زاد من حدة الجدل داخل البرلمان البريطاني.

ماكولم يرسل تحذيرًا صريحًا لبكين ووكلائها

وفي ختام خطابه، أكد رئيس MI5 أن بريطانيا لن تتهاون مع أي نشاط يهدد أمنها القومي، مشددًا على أن علاقات بلاده مع الصين ستظل “واقعية، ولكن قائمة على الحذر الدائم”.
وأضاف برسالة تحذير قوية:

"إذا اخترت أن تكون وكيلًا لدولة معادية، فتذكّر أنك لست أكثر من أداة مؤقتة... ويوم الدفع قد لا يأتي أبدًا".

بهذه الكلمات، أنهى ماكولم مرحلة من الصمت الاستخباراتي داخل MI5، ليعيد التأكيد أن الحرب الباردة الجديدة لم تعد سرّية كما كانت، وأن الصراع بين بريطانيا والصين انتقل من غرف المخابرات إلى قلب السياسة البريطانية.

الكلمات المفتاحية

الاستخبارات البريطانية، MI5، كين ماكولم، التجسس الصيني، كير ستارمر، ماثيو كولينز، الصين وبريطانيا، تهديد صيني، قضية الجواسيس الصينيين، الأمن القومي البريطاني، العلاقات البريطانية الصينية، السياسة البريطانية.