تداول ناشطون حوثيون صورًا وأسماء لبعض القتلى
التفاصيل الكاملة لاغتيال رئيس أركان الحوثيين (محمد الغماري).. مصادر من داخل الجماعة تكشف المستور

أعلنت ميليشيا الحوثي، يوم الخميس، مقتل رئيس أركانها محمد عبدالكريم الغماري، بعد أكثر من شهرين من تداول أنباء عن إصابته في غارة إسرائيلية استهدفت محيط العاصمة صنعاء. الإعلان جاء في بيان طويل وغامض، وصف فيه الغماري بأنه "القائد الجهادي الكبير"، مشيرة إلى مصرعه خلال ما أسمته "معركة طوفان الأقصى"، إلى جانب نجله حسين (13 عامًا) وعدد من مرافقيه، في غارات أميركية وإسرائيلية متفرقة.
وبحسب موقع "ديفانس لاين" المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن الغماري أُصيب بجروح بالغة يوم 19 أغسطس الماضي أثناء تحرك موكبه في منطقة جبلية قرب صنعاء، حيث فقد إحدى ساقيه نتيجة غارة دقيقة نفذتها إسرائيل، قبل أن يفارق الحياة بعد أيام متأثرًا بإصابته. وأكد الموقع أن الغارة جاءت ضمن سلسلة ضربات استهدفت قيادات حوثية بارزة، وأسفرت عن مقتل رئيس الحكومة الحوثية غير المعترف بها وتسعة وزراء في منطقة حدة جنوبي العاصمة.
المصادر الأمنية للموقع كشفت أن الجماعة تعمّدت تأخير إعلان وفاة الغماري بناءً على توجيهات من "المكتب الجهادي"، في محاولة لاحتواء الصدمة داخل صفوفها، خاصة بعد مقتل عدد من عناصر "الكتائب الجهادية" في الضربة ذاتها. كما لجأت وسائل إعلام حوثية إلى نشر تصريحات مكتوبة منسوبة للغماري، بهدف نفي وفاته والتغطية على حالته الصحية.
وأكدت المصادر أن الغارة استهدفت موكب الغماري ومرافقيه بدقة عالية، وأسفرت عن مقتل أفراد من حراسته، بعضهم توفي لاحقًا متأثرًا بجراحه. كما قُتل نجله حسين (طفل بعمر 13 عاما) ، في نفس العملية، فيما أخفت الجماعة خبر مقتله عن أسرته.
وتداول ناشطون حوثيون صورًا وأسماء لبعض القتلى في الغارة، بينهم مرتضى زيد عبدالمجيد قاسم الحمران من ضحيان بمحافظة صعدة، وعماد علي يحيى أحمد الأعضب (مقدام) من قفلة عذر بمحافظة عمران.
وفي وقت سابق، استهدفت غارات إسرائيلية مقرًا يستخدمه الغماري في منطقة حدة بمديرية السبعين، يوم 14 يونيو الماضي، حيث طالت أحد المباني داخل المربع الأمني قرب المجمع الرئاسي. وتشير المعلومات إلى أن أفراد حراسته كانوا يقيمون في المبنى، إلى جانب إحدى زوجاته.
يُذكر أن محمد الغماري، المنحدر من محافظة حجة، والمعروف باسمه الجهادي "هاشم"، يُعد من أبرز القيادات العسكرية في الهيكل الجهادي للحوثيين، وقد تلقى تدريبات متقدمة في هندسة الصواريخ داخل إيران وعدد من العواصم الإقليمية، ما يعكس عمق ارتباط الجماعة بالمحور الإيراني.
