المشهد اليمني

حماس: لا جواب ”نعم أو لا” حول تسليم السلاح.. والهدنة هدفها إعادة الإعمار لا التحضير للحرب

السبت 18 أكتوبر 2025 01:18 صـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
قيادي بحماس
قيادي بحماس

في تصريح يعكس تعقيدات الموقف الأمني والسياسي في قطاع غزة، علّق قيادي بارز في حركة حماس، اليوم الجمعة، على إحدى أكثر القضايا حساسية في المفاوضات الجارية حول اتفاق التهدئة وإعادة الإعمار، مؤكدًا أن مسألة تسليم السلاح لا تُختزل في خيار ثنائي بسيط.

ففي مقابلة مع وكالة "رويترز"، قال عضو المكتب السياسي في حركة حماس، محمد نزال: "لا أستطيع الإجابة بنعم أو لا على ما إذا كانت حماس ستتخلى عن السلاح"، مشيرًا إلى أن هذا الملف لا يخص حركته وحدها، بل هو "موضوع وطني عام".

وأوضح نزال أن "هناك فصائل أخرى فاعلة على الأرض لديها سلاح"، ما يُعقّد أي محاولة لمعالجة المسألة بشكل منفرد أو فئوي. وأضاف أن السياق الأمني في غزة لا يزال هشًّا، وأن وجود حماس على الأرض خلال المرحلة الانتقالية القادمة – التي من المفترض أن تقودها إدارة تكنوقراط – يُعدّ ضرورة لضمان استقرار الوضع الميداني.

وفي هذا السياق، شدّد نزال على أن "وجود الحركة على الأرض مهم لحماية شاحنات المساعدات من اللصوص والعصابات المسلحة"، في إشارة إلى الفوضى الأمنية التي قد تهدد جهود الإغاثة في ظل غياب سلطة مركزية فاعلة.

كما كشف القيادي في حماس عن رؤية الحركة للمرحلة المقبلة، موضحًا أن "حماس تريد هدنة تتراوح بين 3 و5 سنوات"، لكن ليس بهدف الاستعداد لحرب قادمة، بل "لإعادة بناء قطاع غزة" الذي دُمّر بفعل سنوات من الحصار والصراعات المتكررة.

ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المفاوضات غير المباشرة بين الفصائل الفلسطينية والوسطاء الدوليين جولات مكثفة حول تفاصيل اتفاق غزة، حيث يُعدّ ملف السلاح أحد أبرز نقاط الخلاف، خاصة مع مطالبات إسرائيلية صريحة بنزع سلاح الحركة كشرط مسبق لأي تسوية طويلة الأمد.

ويرى مراقبون أن تصريحات نزال تُظهر مرونة نسبية من حماس، لكنها في الوقت نفسه تحافظ على خطوطها الحمراء، خصوصًا في ما يتعلق بالدور الأمني الذي تلعبه على الأرض، وبإمكانية التخلي عن السلاح دون ضمانات سياسية وأمنية شاملة.