• الرئيسية
• المشهد الاقتصادي

تعيش أسواق الذهب حول العالم واحدة من أكثر الفترات سخونة في تاريخها الحديث، إذ تقفز الأسعار الدولية إلى مستويات غير مسبوقة مدفوعة بحالة من القلق الاقتصادي والجيوسياسي وفي الوقت الذي تتأهب فيه الأسواق العالمية لمزيد من الارتفاع، تظهر السوق المصرية قدرة ملفتة على امتصاص الصدمات والحفاظ على قدر من الاستقرار النسبي، هذا التباين بين الجنون العالمي والتماسك المحلي يطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة ومدى قدرة المستهلك المصري على مجاراة التطورات المتسارعة.

استقرار الذهب في مصر رغم الارتفاعات القياسية عالميًا

شهدت الأسعار المحلية حالة من الثبات خلال تعاملات اليوم، وهو ما عكس توازنا بين قوى العرض والطلب داخل السوق.
وقبل استعراض التفاصيل الرقمية، من المهم الإشارة إلى أن المتعاملين داخل السوق اتسموا بدرجة عالية من الحذر انتظارًا لاتجاه الأسعار خلال الأيام المقبلة ومن أبرز الملاحظات المسجلة اليوم ما يلي:

• الجنيه الذهب استقر عند مستوى 46080 جنيها دون أي تغيير يذكر

• تأثير الأسعار العالمية انعكس محليا ولكن بصورة محدودة ومدروسة

• الطلب الفعلي على المشغولات لا يزال قائما وإن كان بوتيرة أهدأ

• المستهلكون والمستثمرون يتجهون نحو سياسة الترقب وعدم التسرع في الشراء

أسعار الذهب في مصر اليوم

جاءت مستويات الأسعار داخل محال الصاغة لتعكس حالة الاستقرار النسبي، وذلك على النحو التالي:

• عيار 24 سجل حوالي 6580 جنيها للجرام

• عيار 21 وهو الأكثر انتشارا بلغ نحو 5750 جنيها

• عيار 18 وصل إلى 4937 جنيها

• الجنيه الذهب حافظ على سعر 46080 جنيها دون تغيير

صعود غير مسبوق في الأسعار العالمية

قفزت أسعار الأونصة الدولية إلى مستويات قياسية جديدة، في انعكاس مباشر للقلق المسيطر على المستثمرين حول العالم وتشير البيانات إلى أن:

• الأونصة العالمية ارتفعت إلى 4380 دولارا

• الزيادة خلال 24 ساعة فقط بلغت 118 دولارا

• إجمالي المكاسب منذ مطلع 2025 تجاوز 63 في المائة

• الموجة الصعودية استمرت للأسبوع التاسع على التوالي في أطول سلسلة ارتفاع منذ 17 سنة

الأسباب العالمية التي تشعل نار الذهب

يعود هذا الصعود العنيف إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي دفعت المستثمرين إلى اللجوء للمعدن النفيس كملاذ آمن ويمكن تلخيص أبرز تلك العوامل في النقاط الآتية:

• قيام البنوك المركزية، وفي مقدمتها البنك المركزي الصيني، بعمليات شراء ضخمة ومتواصلة

• تنامي الاستثمارات داخل صناديق الذهب العالمية مع زيادة الطلب المؤسسي

• حالة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين والتي خلقت حالة من عدم اليقين الاقتصادي

• هشاشة بعض البنوك الإقليمية الأمريكية مما أثار مخاوف من تكرار أزمات مالية

• توقعات قوية باتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة قريبا

في ظل هذه الأجواء المتقلبة يبقى الذهب سلاحا ذا حدين؛ فهو ملاذ آمن للمستثمرين ولكنه في الوقت ذاته عبء ثقيل على المستهلك العادي، ومع استمرار العوامل الداعمة للصعود عالميا يبقى الترقب سيد الموقف داخل السوق المصرية، والأيام المقبلة وحدها كفيلة بتحديد ما إذا كان هذا الهدوء المحلي هو استقرار حقيقي أم مجرد مرحلة ما قبل العاصفة.