لماذا احتفى اليمنيون بهلاك الإرهابي محمد الغماري؟

خبر هلاك القيادي الحوثي الإرهابي محمد عبدالكريم الغماري خبر ليس عادي في وجدان اليمنيين ولكنها لحظة فرح ممزوجة بالعدالة الإلهية التي تأخرت وجاءت لتعيد شيئ من التوازن في ذاكرة الألم اليمني فالرجل الذي قاد آلة القتل الحوثية في الحديدة ومأرب والضالع وعدن ترك خلفه سجل أسود يقطر دم ودمار ووجع ليكون سقوطه صدى لفرحة المظلومين الذين عرفوا حجم بطشه وإجرامه عن قرب.
الارهابي الغماري لم يكن مجرد عسكري أو قائد ميداني كما تحاول جماعته تسويقه وكان واحد من أبرز مهندسي الجرائم الحوثية بحق اليمنيين ومسؤول مباشر عن حملات الإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية وجرائم التعذيب ضد المدنيين والأسرى وعن قصف الأحياء السكنية في مأرب وتعز والحديدة دون وازع من دين أو ضمير وتحولت يده إلى أداة للقتل الجماعي لا تفرق بين طفل وامرأة ولا تعرف سوى منطق الدم والحديد والنار.
عندما اعلن عن هلاكه لم يحتفل اليمنيون من باب الشماتة واكن من باب الفرح بزوال رأس من رؤوس الشر التي أذاقت البلاد الويلات فصفحات الأحرار اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بالتعبيرات الصادقة عن الارتياح لأنهم يعرفون تماما من هو الغماري وما الذي فعله في المدن والقرى التي دخلها وإنها ليست فرحة موت وانما فرحة عدالة سماوية انتظرها المظلومون طويلا.
جسد الارهابي الغماري نموذج المليشياوي المتغطرس الذي بنى مجده على أشلاء الأبرياء واعتقد أن سلطته مستمدة من السلاح والقوة لا من شرعية الشعب أو القانون والاصطفاء اللاهي لكن التاريخ لا يرحم ومصير كل طاغية هو السقوط في الحفرة التي حفرها لغيره ولعل نهايته المأساوية جاءت تذكيرا لكل من سار على دربه بأن اليمن لا ينسى وأن دماء الأبرياء التي أُريقت ظلما لن تضيع سدى.
اليمنيون الذين عرفوا معنى الظلم على يد هذه المليشيات الحوثي الإرهابية احتفوا برحيله لأنه كان رمز للبطش والفساد والطغيان ولم يعرف طريق الرحمة ولم يترك وراءه سوى الدمار واللعنات أما جماعته التي سار فيها بعقيدة القتل والكراهية فلن تجد بعده إلا المزيد من الانكسار لأن من يبني سلطته على الجماجم لا يمكن أن يصمد أمام إرادة الحياة.
هلاك الأرهابي الغماري ليس نهاية الحرب لكنها رسالة واضحة لكل قيادات المليشيات الحوثية الارهابية فالعدالة قد تتأخر لكنها لا تغيب وأن من تلطخت يداه بدماء اليمنيين سينال جزاءه عاجلا أو آجلا فالتاريخ لا يكتب بأقلام المجرمين وانما بدماء الأحرار وصمود الشرفاء الذين رفضوا أن يكسر الوطن أمام طغاة الكهف وأمراء الحرب.
اليوم يرفع اليمنيون رؤوسهم عاليا ويقولون بصوت واحد لقد هلك من أجرم وسيسقط أحد الطغاه لأن إرادة الشعوب أقوى من سلاح المليشيات الارهابية وعدالة الله لا تغيب.