• الرئيسية
• المشهد الدولي

شهدت الانتخابات العراقية 2025 زيادة غير مسبوقة في عدد النساء المرشحات، ما جعلها واحدة من أكثر المحطات الانتخابية إثارة للجدل في تاريخ العراق الحديث، وبينما يصف مؤيدو هذه المشاركة بأنها انتصار لقيم المساواة والعدالة، يرى آخرون أنها لا تتجاوز حدود الرمزية الشكلية دون أثر ملموس في مراكز صنع القرار.

تمكين المرأة بين الطموح والتحدي

يؤكد أنصار المشاركة النسائية أن هذه النسبة المرتفعة من المرشحات تمثل خطوة جوهرية نحو تعزيز حضور المرأة في البرلمان العراقي وصنع السياسات العامة، ويرون أن الكوتا النسائية، التي تمثل 25٪ من المقاعد، ساهمت في كسر الصورة النمطية عن دور المرأة في المجتمع والسياسة، ويأمل المدافعون عن حقوق المرأة أن تتحول هذه الخطوة إلى بداية لمسار تمكين فعلي، وليس مجرد رقم في قائمة المرشحين.

رمزية التمثيل أم واقع المشاركة؟

في المقابل، ينتقد بعض المراقبين الاعتماد المستمر على نظام الكوتا باعتباره وسيلة شكلية لا تضمن مشاركة مؤثرة في اتخاذ القرار، ويشير هؤلاء إلى أن بعض النساء المنتخبات قد يواجهن ضغوطاً سياسية واجتماعية تحد من استقلاليتهن داخل البرلمان، مما يجعل دورهن أقرب إلى الرمزية من التأثير الحقيقي.

جدل حول فاعلية الكوتا النسائية

أثار النظام الحالي الذي يمنح النساء ربع مقاعد البرلمان نقاشاً واسعاً بين النخب السياسية والمجتمعية، فبينما يرى مؤيدوه أنه خطوة ضرورية نحو المساواة، يعتبره آخرون حاجزاً أمام تحقيق تمثيل طبيعي قائم على الكفاءة والمنافسة العادلة، كما يقارن البعض بين التجربة العراقية وتجارب دول أخرى منحت النساء نسباً أعلى ونجحت في تعزيز حضورهن الفعلي في الحياة التشريعية.

دعم دولي لتعزيز المشاركة النسائية

تعمل الأمم المتحدة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى جانب الدائرة الوطنية للمرأة العراقية على إطلاق مبادرات تدريبية وتوعوية تهدف إلى تمكين النساء المرشحات وتعزيز حضورهن في الحملات الانتخابية، وتركز هذه الجهود على بناء القدرات القيادية ودعم استقلال القرار السياسي للمرأة العراقية بما يتجاوز الشكل الرمزي للمشاركة.

مستقبل التمثيل النسائي في العراق

مع اقتراب موعد إعلان النتائج الرسمية، تترقب الأوساط المحلية والدولية ما إذا كانت هذه الانتخابات العراقية 2025 ستحدث تحولاً حقيقياً في المشهد السياسي النسائي، أم ستظل مجرد محطة رمزية ضمن محاولات مستمرة لتحقيق المساواة، ويُتوقع أن تحدد النتائج المقبلة ملامح المرحلة القادمة من تطور دور المرأة في الحياة العامة العراقية.