المشهد اليمني

كيف يتجنب بوتين الاعتقال في رحلته إلى المجر للقاء ترامب؟

السبت 18 أكتوبر 2025 02:49 مـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه عقد قمة بوتين وترامب في المجر لمناقشة الأزمة الأوكرانية جدلًا واسعًا في الأوساط الدولية، بسبب الصعوبات القانونية واللوجستية التي تعيق وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بودابست، فبحسب صحيفة التليغراف البريطانية، لا يستطيع بوتين عبور أجواء أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي أو موقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه.

معضلة قانونية ودبلوماسية تعقّد القمة

اختيار المجر كموقع للقمة لم يكن قرارًا عشوائيًا، إذ حاول ترامب من خلاله إيجاد أرض محايدة خارج نطاق الصراع المباشر بين الغرب وروسيا، غير أن هذا الخيار فتح بابًا جديدًا من التعقيدات القانونية، إذ تلتزم دول مثل رومانيا وسلوفاكيا وصربيا نظريًا باعتقال بوتين حال عبور طائرته أجواءها، وفي هذا السياق، دعت وزارة الخارجية الألمانية حكومة بودابست إلى تنفيذ مذكرة الاعتقال الدولية حال وصول الرئيس الروسي إلى أراضيها، بينما فضّلت دول أوروبية أخرى التزام الصمت لتجنب الظهور بمظهر المعارض لمبادرات السلام.

3 مسارات جوية محتملة أمام بوتين

بحسب التقرير ذاته، أمام بوتين ثلاثة مسارات جوية محتملة للوصول إلى المجر، لكل منها مخاطره السياسية والأمنية:

المسار القصير (3 ساعات): عبر بيلاروس وأوكرانيا، لكنه غير ممكن عمليًا بسبب الحرب الدائرة.

المسار المتوسط (5 ساعات): عبر بولندا وسلوفاكيا، ويُعد سياسيًا غير واقعي نظرًا لموقف وارسو الداعم لكييف.

المسار الطويل (8 ساعات): عبر تركيا والبحر المتوسط ثم صربيا، ويُعتبر الأكثر ترجيحًا لأنه يتفادى أجواء دول الناتو، مستفيدًا من علاقات موسكو الجيدة مع أنقرة وبلغراد.

المجر تتمسك بحقها في استضافة القمة

من جانبه، أكد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو أن بلاده ستضمن دخول بوتين إلى أراضيها "بأمان واحترام"، موضحًا أن المجر دولة ذات سيادة وستتعامل مع الحدث بما يتماشى مع مصالحها الوطنية، دون الحاجة للحصول على إذن من أي جهة خارجية، هذا الموقف يعكس إصرار بودابست على لعب دور الوسيط في ملف الصراع الروسي الأوكراني رغم الضغوط الأوروبية.

أوروبا بين الحذر والدبلوماسية

أثارت فكرة قمة بوتين وترامب في المجر حالة من الانقسام في أوروبا، حيث يخشى البعض أن تؤدي الخطوة إلى شرعنة الموقف الروسي أو تقويض جهود المحكمة الجنائية الدولية، في حين يرى آخرون أن اللقاء قد يمثل فرصة نادرة لفتح مسار تفاوضي جديد، وبين هذه المواقف المتباينة، تبدو المجر مصممة على المضي قدمًا في استضافة القمة مهما كانت التحديات.

تطورات مرتقبة

مع استمرار الترتيبات الأمنية واللوجستية، يترقب العالم ما إذا كان بوتين سيتمكن فعلاً من حضور القمة، أم ستتحول القضية إلى أزمة دبلوماسية جديدة بين موسكو والغرب، ومن المرجح أن تكشف الأيام المقبلة عن مدى قدرة المجر على تحقيق توازن دقيق بين التزاماتها الأوروبية ومصالحها السياسية مع روسيا والولايات المتحدة.