المشهد اليمني

”مقتل الغماري... البداية؟ مصادر عسكرية تكشف عن قائمة سرية لقيادات حوثية قُتلت في غارات أمريكية وإسرائيلية”

الأحد 19 أكتوبر 2025 01:20 صـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
الغماري
الغماري

توقعت مصادر عسكرية يمنية مطلعة أن يكون إعلان ميليشيا الحوثي، عن مقتل رئيس هيئة الأركان العامة محمد عبد الغني الغماري، في غارة وُصفت بأنها "إسرائيلية-أمريكية"، مجرد البداية لإفصاح الجماعة عن سلسلة من الخسائر القيادية التي طالت صفوفها خلال العامين الماضيين، لكنها ظلت تُخفيها بعناية.

وأفادت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، بأن "اعتراف الحوثيين بمقتل الغماري يُعدّ فاتحة لقائمة مخفية من القيادات العسكرية والأمنية التي لقيت حتفها جراء الغارات الجوية التي نُفذت بمشاركة أمريكية أو إسرائيلية"، مشيرة إلى أن الجماعة كانت تعمد طوال هذه الفترة إلى طمس أثر هذه الخسائر، لا سيما في صفوف القيادات العقائدية من "الصف الأول".

وأكدت المصادر أن "الغماري كان يُعدّ الرجل الأول في الهرم العسكري للحوثيين"، مشبهة وزنه الاستراتيجي داخل التنظيم بنظيره في حزب الله اللبناني، القيادي فؤاد شكر، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية سابقة. وأضافت: "حجمه التنظيمي والعسكري يجعل من إعلان مقتله حدثًا بالغ الحساسية، ما يفسّر تأخّر الكشف عنه".

وأشارت المصادر إلى أن مقتل الغماري لم يقع حديثًا، بل يعود إلى منتصف يونيو/حزيران الماضي، حين استُهدفت سيارته بغارة إسرائيلية مستقلة — وليست تلك التي ضربت مقر حكومة الحوثيين في صنعاء أواخر أغسطس/آب. ولفتت إلى أن الغماري نجا من الموت الفوري، لكنه ظل يعاني من جروحٍ بالغة حتى فارق الحياة بعد أسابيع من العلاج السري.

ولفتت المصادر إلى أن وزير الدفاع الحوثي، محمد العاطفي، قد لقي هو الآخر مصرعه، وأن إعلان وفاته "مسألة وقت"، خصوصًا أن كلا الرجلين — الغماري والعاطفـي — ظلّت وسائل إعلام الجماعة تنشر أسماءهما في بيانات رسمية وتصريحات مكتوبة، دون أن يظهرا علنًا منذ أشهر، في ما يبدو محاولة لتغطية غيابهما الجسدي.

وأثارت هذه الممارسات تساؤلات واسعة حول مدى شفافية الجماعة في إدارة أزماتها الداخلية، خاصة في ظل استمرار بثّ خطابات النصر والصمود، بينما تتكبّد خسائر فادحة في قياداتها الأساسية.

ويُعدّ آخر ظهور إعلامي مُعلن للغماري قبل يومين فقط، حين نشر الإعلام الحربي التابع للحوثيين تهنئة زعم أنها مرفوعة من الغماري إلى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بمناسبة الذكرى "62 لثورة 14 أكتوبر"، في مؤشر جديد على مواصلة الجماعة استخدام "الوهم الإعلامي" لإخفاء واقعها الميداني المتدهور.

وتشير المعطيات المتراكمة إلى أن التصعيد الأمريكي-الإسرائيلي ضد الحوثيين، سواء عبر غارات جوية مباشرة أو عبر دعم تحالفات إقليمية، بدأ يُثمر عن نتائج ميدانية عميقة، تطال قلب القيادة العسكرية للجماعة، ما قد يُحدث تغييرًا جوهريًّا في موازين القوة خلال المرحلة المقبلة — خصوصًا إذا واصلت الجماعة فقدان رموزها دون القدرة على تعويضهم.