المشهد اليمني

دراسة دولية تحذّر: 99.6% من مرضى القلب عانوا من ”علامات إنذار مبكر” قبل سنوات من الإصابة

الأحد 19 أكتوبر 2025 01:28 صـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
مرضى القلب
مرضى القلب

كشفت دراسة علمية دولية حديثة، شارك فيها أكثر من 9 ملايين شخص في كوريا الجنوبية وأكثر من 6800 مشارك في الولايات المتحدة، عن وجود أربع علامات صحية دقيقة يمكن أن تُنذر بحدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور في القلب—قبل وقوع الحادث الصحي بسنوات عديدة.

الدراسة، التي نُشرت في دورية الكلية الأمريكية لأمراض القلب ونُقلت نتائجها عبر موقع New Atlas، أُجريت بالتعاون بين باحثين من جامعة نورث وسترن الأمريكية وجامعة يونسي الكورية، وركّزت على تحليل أربعة عوامل خطر رئيسية قابلة للتعديل:

  • ارتفاع ضغط الدم
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول
  • ارتفاع سكر الدم
  • التدخين

نتائج صادمة: علامات الخطر حاضرة في كل الحالات تقريبًا

أظهرت البيانات أن 99.6% من المصابين بأمراض القلب التاجية كانوا يعانون من مستوى غير مثالي في واحد على الأقل من هذه العوامل الأربعة قبل تشخيصهم. بل إن 93% منهم كانوا يعانون من عاملَين أو أكثر في آنٍ واحد—ما يشير إلى أن هذه الأمراض لا تأتي "من فراغ"، بل تسبقها مؤشرات واضحة يمكن رصدها والتعامل معها مبكرًا.

ارتفاع ضغط الدم: العامل الأبرز عالميًا

ومن بين العوامل الأربعة، برز ارتفاع ضغط الدم كأكثر المؤشرات شيوعًا، إذ ظهر لدى أكثر من 95% من المرضى في كوريا الجنوبية و93% في الولايات المتحدة. والمثير أن هذه النسبة امتدت حتى إلى النساء دون سن الستين اللواتي تعرضن لنوبات قلبية—وهو ما يُفنّد الاعتقاد الشائع بأن أمراض القلب تطال فقط كبار السن أو الرجال.

تحذير علمي: لا وجود لـ"النوبة المفاجئة"

في تصريحٍ بارز، أكد البروفيسور فيليب غرينلاند، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن وجود عامل خطر واحد أو أكثر قبل الإصابة بأمراض القلب "يكاد يكون أمرًا حتميًا". وشدّد على أن الجهود الطبية والوقائية يجب أن تتركّز على التحكم في العوامل القابلة للتعديل—مثل ضغط الدم والتدخين—بدلًا من البحث عن أسباب نادرة أو غير مؤكدة.

وأضاف: "الاعتقاد بأن النوبة القلبية تضرب فجأة دون سابق إنذار هو وهم خطير. الحقيقة أن الجسم يُرسل إشارات واضحة لسنوات، والمشكلة ليست في غياب التحذيرات، بل في إهمالها".

دعوة إلى وعي وقائي وتدخل مبكر

يؤكد الباحثون أن هذه النتائج تُعيد تعريف مفهوم "الوقاية من أمراض القلب"، مشيرين إلى أن المتابعة الطبية الدورية، وفحص مستويات الضغط والكوليسترول والسكر، والإقلاع عن التدخين، يمكن أن يُنقذ حياة الملايين سنويًا. كما يحثون على دمج هذه المؤشرات في برامج الفحص الروتيني، خاصة للبالغين فوق سن الثلاثين.

الرسالة واضحة: النوبة القلبية ليست مفاجأة، بل نتيجة تراكمية لعوامل يمكن رصدها—وتجنبها—بوقت كافٍ.