المشهد اليمني

انتشار سلالة خطيرة من جدرى القرود في كاليفورنيا يثير قلق السلطات الأمريكية

الأحد 19 أكتوبر 2025 02:57 مـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
جدرى القرود
جدرى القرود

حذرت السلطات الصحية في الولايات المتحدة من ظهور سلالة خطيرة من جدرى القرود في ولاية كاليفورنيا، بعد تسجيل عدة حالات مؤكدة من الفيروس في مناطق مختلفة من الولاية، وتُعد هذه التطورات مثار قلق كبير لدى المسؤولين والخبراء، إذ تشير التحقيقات الأولية إلى احتمال بدء انتقال العدوى محليًا داخل البلاد، للمرة الأولى دون وجود صلة مباشرة بالسفر إلى الخارج.

تفاصيل الإصابات الجديدة في كاليفورنيا

أعلنت مراكز الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس ومدينة لونج بيتش عن تسجيل ثلاث حالات إصابة مؤكدة بـ سلالة خطيرة من جدرى القرود تُعرف علميًا باسم Clade I.

وأوضحت السلطات أن المصابين نُقلوا في البداية إلى المستشفيات لتلقي العلاج، قبل أن تتحسن حالتهم تدريجيًا ويُسمح لهم بالمتابعة في منازلهم، المثير للقلق – بحسب التقارير الرسمية – أن أياً من المصابين لم يسافر مؤخرًا إلى خارج الولايات المتحدة، ما يعزز فرضية وجود انتشار محلي محتمل للفيروس داخل كاليفورنيا.

تحذيرات من تحول في نمط العدوى

اعتبر الدكتور مونتو ديفيس، مسؤول الصحة في مقاطعة لوس أنجلوس، أن تأكيد الحالة الثالثة دون أي تاريخ سفر خارجي يمثل إنذارًا حقيقيًا بإمكانية تحوّل الفيروس إلى طور الانتقال المجتمعي.

وقال في بيان رسمي: "نعمل مع فرق المراقبة الوبائية لتحديد مصدر العدوى بدقة وفهم طبيعة انتشار هذه السلالة الخطيرة من جدرى القرود، التي تُعد أكثر فتكًا من الأنواع السابقة التي ظهرت عام 2022".

معلومات عن فيروس جدرى القرود وأنواعه

ينتمي فيروس جدرى القرود إلى عائلة Orthopoxvirus المسببة لأمراض جلدية معدية، ويتميز بطفح جلدي مؤلم قد ينتشر على الوجه أو الأطراف أو الأعضاء التناسلية.

ويُقسم الفيروس إلى نوعين رئيسيين:

السلالة الأولى (Clade I): منشأها وسط أفريقيا، وتُعرف بكونها الأشد خطورة والأكثر تسببًا في الوفيات.

السلالة الثانية (Clade II): تنتشر أساسًا في غرب أفريقيا، وهي أقل حدة وكانت وراء أغلب الإصابات العالمية خلال عام 2022.

ويُعتقد أن السلالة الخطيرة من جدرى القرود التي رُصدت في كاليفورنيا تنتمي إلى النوع الأول، ما يجعلها أكثر قدرة على الانتشار والتسبب في مضاعفات صحية خطيرة.

أعراض وعلامات العدوى بجدرى القرود

تشمل الأعراض الأولية الحمى، والصداع، وآلام العضلات، وتورم الغدد الليمفاوية، يليها ظهور طفح جلدي مؤلم يبدأ كبقع حمراء مسطحة قبل أن يتحول إلى بثور مليئة بالقيح، ثم تتقشر تدريجيًا خلال أسابيع.

وفي بعض الحالات تظهر قرح في الفم أو الأعضاء التناسلية، بينما يعاني آخرون من أعراض تشبه الإنفلونزا قبل ظهور الطفح الجلدي، ويحذر الأطباء من تجاهل هذه العلامات، إذ إن التشخيص المبكر يسهم في تقليل المضاعفات والحد من العدوى.

إجراءات الوقاية والسيطرة على الفيروس

شددت وزارة الصحة الأمريكية على ضرورة التزام المواطنين بالإرشادات الوقائية للحد من انتشار السلالة الخطيرة من جدرى القرود، والتي تشمل:

1. تجنب ملامسة المصابين أو استخدام أدواتهم الشخصية.

2. غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.

3. ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة.

4. تطهير الأسطح المشتركة بشكل دوري.

5. تجنب تناول اللحوم غير المطهية جيدًا أو لحوم الحيوانات البرية.

كما أوصت السلطات الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى — مثل العاملين في القطاع الصحي والمخالطين للحالات المؤكدة — بالحصول على لقاح الوقاية المعتمد ضد الفيروس، والذي أثبت فعالية ملحوظة في تقليل شدة الإصابة.

تحقيقات ومتابعة دقيقة للوضع الوبائي

تواصل إدارات الصحة في كاليفورنيا بالتعاون مع المراكز الفيدرالية لمكافحة الأمراض (CDC) التحقيق في مصدر العدوى، مع تكثيف حملات التتبع والفحص بين المخالطين للحالات المؤكدة.

وأكدت التقارير الرسمية أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، لكن ارتفاع معدل القلق بين المواطنين دفع السلطات إلى رفع مستوى التأهب في المستشفيات وتعزيز فرق الرصد الوبائي.

توقعات المرحلة المقبلة

يرى الخبراء أن التعامل الجاد مع هذه السلالة الخطيرة من جدرى القرود في بدايتها يمثل خطوة حاسمة لتفادي انتشار أوسع داخل الولايات المتحدة، ومن المنتظر صدور تحديث رسمي خلال الأيام القادمة حول تطورات الحالات المكتشفة، ومدى فاعلية الإجراءات الاحترازية في كبح تفشي الفيروس.