ميتا تُشعل المواجهة مع ChatGPT وPerplexity.. حظر روبوتات الذكاء الاصطناعي على واتساب اعتباراً من يناير 2026

اتخذت شركة ميتا المالكة لتطبيق واتساب قراراً حاسماً يقضي ببدء حظر روبوتات الذكاء الاصطناعي على واتساب اعتباراً من منتصف يناير 2026، في خطوة مفاجئة تستهدف تنظيم استخدام المنصة ومنع الشركات المطوّرة لأدوات الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT وPerplexity وLuzia، من تشغيل مساعدين رقميين عبر واجهة الأعمال الخاصة بالتطبيق.
ميتا تغيّر قواعد اللعبة داخل واتساب
أعلنت الشركة في بيان رسمي تعديل القواعد المنظمة لواجهة برمجة تطبيقات واتساب للأعمال، لتمنع بشكل صريح تشغيل أي روبوتات دردشة تعتمد على الذكاء الاصطناعي العام أو النماذج اللغوية الكبيرة، وأوضحت ميتا أن الهدف من القرار هو الحد من الاستخدام العشوائي للتقنيات التوليدية التي لم تُصمم لها بنية واتساب الأساسية.
ووفقاً للسياسة الجديدة، يُحظر على مطوري روبوتات الذكاء الاصطناعي الوصول إلى نظام واتساب للأعمال إذا كان الغرض الرئيسي من الروبوت هو تقديم خدمات ذكاء اصطناعي متعددة المهام، وهو ما يعني انتهاء وجود تطبيقات مثل ChatGPT داخل واتساب.
استثناءات محدودة للشركات والخدمات الموجهة
أكدت ميتا لموقع TechCrunch أن الحظر لا يشمل الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في نطاق محدود مثل روبوتات خدمة العملاء أو التحديثات التلقائية للحجوزات والرحلات الجوية، وأوضحت أن واجهة واتساب للأعمال صُممت لمساعدة المؤسسات على التواصل مع عملائها، وليس لتكون منصة لتوزيع نماذج الذكاء الاصطناعي العامة.
وقال متحدث رسمي باسم ميتا: "مهمتنا هي دعم الشركات في تقديم خدمات دعم العملاء عبر واتساب، وليس استضافة مساعدين ذوي قدرات ذكاء اصطناعي متعددة الأغراض."
أسباب الحظر: ضغط تقني وخسائر مالية
كشفت ميتا أن تشغيل روبوتات الذكاء الاصطناعي على واتساب يُسبب ضغطاً كبيراً على خوادم التطبيق نتيجة كميات الرسائل الضخمة وتحميل الوسائط الصوتية والمرئية التي تولدها هذه الأدوات، كما أشارت الشركة إلى أن واجهة واتساب للأعمال لم تُبنَ للتعامل مع هذا المستوى من التفاعل المستمر.
من جانب آخر، يُعتقد أن القرار يحمل دوافع اقتصادية، إذ تفرض ميتا رسوماً على الشركات مقابل كل رسالة تُرسل عبر واجهة الأعمال. ومع انتشار روبوتات الذكاء الاصطناعي دون نموذج تسعير محدد، لم تحقق الشركة أي مكاسب مالية تُذكر من هذا النشاط، ما دفعها لإعادة ضبط القواعد واستعادة السيطرة على مصادر الدخل.
استراتيجية ميتا: تعزيز مكانة مساعدها الداخلي
يُبقي القرار الجديد مساعد "Meta AI" هو روبوت الذكاء الاصطناعي الوحيد المسموح له بالعمل داخل واتساب وبهذا، تُحافظ الشركة على تفوقها التنافسي، وتمنع منافسين مثل ChatGPT وPerplexity من الاستفادة من قاعدة المستخدمين التي تتجاوز ثلاثة مليارات شخص.
الخطوة الجديدة تُشير بوضوح إلى رغبة ميتا في جعل واتساب بيئة آمنة ومُتحكم بها، تركز على اتصالات الأعمال وخدمات الدعم بدلاً من التجارب التفاعلية المفتوحة التي تقدمها روبوتات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
مستقبل روبوتات الذكاء الاصطناعي على واتساب
بحلول يناير 2026، سيدخل القرار حيّز التنفيذ الكامل، ما يعني أن معظم المساعدين الافتراضيين سيختفون من التطبيق تدريجياً، وستُغلق الشركات المطوّرة لتلك الروبوتات واجهاتها على واتساب، بينما ستبقى فقط الأدوات الرسمية المعتمدة من ميتا.
ومع أن القرار يحد من تنوع التجارب التفاعلية داخل واتساب، إلا أنه يعكس رؤية الشركة في ضبط بيئة الاستخدام وضمان جودة الخدمات المقدمة عبر منصتها الأكثر انتشاراً عالمياً.