المشهد اليمني

تراجع صادرات الصين لأميركا قبيل لقاء ترمب وشي يثير تساؤلات الأسواق

الإثنين 20 أكتوبر 2025 02:12 مـ 28 ربيع آخر 1447 هـ
التجارة بين أمريكا والصين
التجارة بين أمريكا والصين

سجّل الاقتصاد الصيني أبطأ وتيرة نمو له خلال عام في الربع الثالث من عام 2025، ما يسلّط الضوء على التحديات الاقتصادية العميقة التي تواجهها بكين في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية ومحاولات دعم الطلب المحلي.

ووفقاً لبيانات رسمية صادرة يوم الإثنين عن المكتب الوطني للإحصاء، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.8% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو أقل من معدل النمو الذي بلغ 5.2% في الربع الثاني.

تزامن مع اجتماعات عليا وخطة خمسية جديدة

تأتي هذه البيانات في وقت حساس تشهده الصين، حيث ينعقد اجتماع الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي، الذي يرسم ملامح الأجندة الوطنية للفترة ما بين 2026 و2030، ويركّز على الأمن الاقتصادي والتنمية التكنولوجية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

ويتزامن ذلك أيضاً مع استعداد الرئيس الصيني شي جين بينغ لعقد أول لقاء مباشر منذ مطلع العام مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، على هامش منتدى أبيك في كوريا الجنوبية.

محللون: النمو الحقيقي أضعف من الأرقام الرسمية

رجّح محللون اقتصاديون أن يكون النمو الحقيقي للاقتصاد الصيني أقل من الأرقام المعلنة. وقال جوليان إيفانز-بريتشارد، رئيس أبحاث الصين في شركة كابيتال إيكونوميكس:

"الصورة العامة تشير إلى أن الاقتصاد بالكاد يصمد. ويبدو أن النمو يعتمد بشكل متزايد على الصادرات لتعويض ضعف الاستهلاك المحلي، وهو نموذج غير مستدام على المدى الطويل."

الصادرات تعوّض تراجع الطلب المحلي

ورغم التوترات التجارية، واصلت الصادرات الصينية أداءها الجيد، حيث عوّضت الزيادة في المبيعات إلى أسواق خارج الولايات المتحدة جزءاً من الخسائر. لكن الطلب المحلي ظل ضعيفاً، ما يثير القلق بشأن استمرارية النمو.

وقالت الحكومة الصينية إن الاقتصاد "لا يزال على المسار الصحيح"، لكنها اتهمت بعض الدول، في إشارة إلى الولايات المتحدة، بـ"إساءة استخدام الإجراءات الجمركية"، ما أدى إلى تقويض النظام التجاري العالمي وزيادة حالة عدم اليقين.

الإنتاج الصناعي يرتفع والعقارات تواصل الهبوط

وأظهرت البيانات أن الإنتاج الصناعي ارتفع بنسبة 6.5% في سبتمبر مقارنةً بالعام الماضي، مقابل 5.2% في أغسطس.
في المقابل، تراجعت الاستثمارات في قطاع العقارات بنسبة 14% خلال أول تسعة أشهر من العام، ما يؤكد استمرار الضغوط على سوق الإسكان وثقة المستهلك.

تصعيد تجاري مرتقب بين بكين وواشنطن

في خطوة تصعيدية، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على المنتجات الصينية اعتباراً من 1 نوفمبر، ما لم تقدم بكين تنازلات واضحة في المحادثات. ويأتي هذا التهديد رداً على قرار الصين الأخير بتشديد القيود على صادرات العناصر النادرة.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ هذا الأسبوع في ماليزيا، لمواصلة المناقشات بشأن العلاقات التجارية بين البلدين.