المشهد اليمني

توتر عسكري بين الصين وأستراليا.. هل تقترب المواجهة؟

الإثنين 20 أكتوبر 2025 03:26 مـ 28 ربيع آخر 1447 هـ
العلاقات الصينية الأسترالية
العلاقات الصينية الأسترالية

أشعل تصعيد بحر الصين الجنوبي مجددًا أزمة دبلوماسية بين الصين وأستراليا، بعدما أعلنت كانبرا أن مقاتلة تابعة لسلاح الجو الصيني من طراز Su-35 أطلقت شعلات حرارية على مسافة خطيرة من طائرة استطلاع بحرية أسترالية من نوع P-8 بوسيدون أثناء تنفيذها دورية اعتيادية فوق المياه الدولية.

وأوضح ريتشارد مارلز، وزير الدفاع الأسترالي، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، أن الطائرة الأسترالية كانت تعمل وفق القوانين الدولية عندما اقتربت منها المقاتلة الصينية على نحو «متهور وغير مهني»، وفق تعبيره.

رد أسترالي حازم وتحذيرات من التصعيد

أكد مارلز أن بلاده تعتبر الواقعة «انتهاكًا خطيرًا لقواعد السلامة الجوية»، مشيرًا إلى أن الحكومة الأسترالية أجرت مراجعة دقيقة لتسجيلات الحادث قبل إصدار موقفها الرسمي، وأضاف الوزير أن أستراليا «لن تتهاون في حماية طياريها ومهامها الدفاعية»، لافتًا إلى أن تصرف الصين «يهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد احتمالات سوء التقدير العسكري».

وأشار إلى أن بلاده بصدد رفع احتجاج رسمي لدى الحكومة الصينية، كما تدرس تحركات دبلوماسية جديدة داخل المنظمات الإقليمية المعنية بالأمن في المحيط الهادئ.

خلفية بحر الصين الجنوبي وأهمية الممر المائي

يُعتبر بحر الصين الجنوبي أحد أكثر النقاط حساسية في آسيا، إذ تتنازع الصين وعدة دول في جنوب شرق آسيا السيادة عليه، وتؤكد أستراليا والولايات المتحدة أن عملياتهما العسكرية هناك تندرج ضمن حرية الملاحة الدولية، بينما تصف بكين تلك الأنشطة بأنها «استفزاز مباشر لسيادتها».

ويرى مراقبون أن تصعيد بحر الصين الجنوبي يأتي في وقت بالغ التوتر، حيث تعزز كانبرا تعاونها العسكري مع واشنطن ولندن ضمن تحالف AUKUS الذي تعتبره الصين تهديدًا مباشرًا لمصالحها القومية.

رسائل سياسية وراء الحادث

بحسب محللين، فإن هذا الحادث يمثل رسالة ضغط من بكين تجاه الحلفاء الغربيين، تؤكد من خلالها أن أي وجود عسكري قرب حدودها لن يمر دون رد، كما يرى آخرون أن أستراليا قد تستغل الواقعة لتبرير زيادة ميزانيتها الدفاعية وتسريع مشروع الغواصات النووية، في إطار سعيها لتعزيز نفوذها في المحيطين الهندي والهادئ.

في المقابل، تتهم الصين خصومها بالسعي إلى احتواء نفوذها الإقليمي، وتصف تحركات الغرب بأنها «جزء من سياسة الهيمنة العسكرية».

تحذيرات من خطأ قد يشعل مواجهة واسعة

يحذر خبراء أمنيون من أن أي تصعيد بحر الصين الجنوبي جديد قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية غير مقصودة، خصوصًا في ظل تعدد القوات المنتشرة بالمنطقة وتداخل مسارات الطيران، ويرى المراقبون أن حادثًا واحدًا أو خطأ من طيار قد يشعل نزاعًا واسع النطاق يصعب احتواؤه، ما يجعل ضبط النفس والتنسيق العسكري ضرورة ملحّة لتجنب كارثة في آسيا.

مستقبل العلاقات بين الصين وأستراليا

تواجه العلاقات بين البلدين اختبارًا حقيقيًا، إذ تحاول الحكومة الأسترالية التمسك بسيادتها وموقفها القانوني، بينما تصر الصين على أنها تدافع عن «مجالها الجوي المشروع»، ومع استمرار التوترات، تبقى الأنظار متجهة نحو رد فعل بكين الرسمي وما إذا كانت ستسعى للتهدئة أم ستتخذ موقفًا أكثر تشددًا في الأسابيع المقبلة.