المشهد اليمني

احتجاجات ”لا للملوك“ تشتعل في أمريكا.. وترامب يردّ بسخرية عبر فيديوهات الذكاء الاصطناعي

الإثنين 20 أكتوبر 2025 04:05 مـ 28 ربيع آخر 1447 هـ
احتجاجات لا للملوك تشتعل في أمريكا
احتجاجات لا للملوك تشتعل في أمريكا

ملايين الأمريكيين يتظاهرون ضد “الاستبداد الرئاسي”.. وترامب يردّ بتاج وسيف افتراضي، البيت الأبيض ينشر صورًا ساخرة.. وجونسون يصف المحتجين بـ"كارهين لأمريكا"، من واشنطن إلى شيكاغو.. مظاهرات سلمية ضخمة تعيد للأذهان يوم الأرض الأول، منظمون: “لا للملوك” رسالة لحماية الديمقراطية من تغوّل السلطة.

مظاهرات أمريكا تسيطر على المشهد العالمي

في مشهد غير مسبوق منذ عقود، تحولت مدن الولايات المتحدة الكبرى إلى ساحات تعج بالمحتجين في مظاهرات “لا للملوك”، التي اجتاحت أكثر من خمسين ولاية أميركية، رافعة شعارًا واحدًا ضد ما وصفوه بـ"نزعات الحكم الفردي" للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

احتجاجات لا للملوك تشتعل في أمريكا

أول رد من ترامب

وفي المقابل، اختار الرئيس الأميركي الردّ بطريقته الخاصة، عبر مقاطع فيديو ساخرة أنتجها باستخدام الذكاء الاصطناعي، ظهر فيها مرتديًا تاجًا وعباءة ملكية، في مشهد أثار موجة جديدة من الجدل السياسي والإعلامي.

ترامب يردّ بسخرية رقمية

بحسب صحيفة USA Today، نشر الرئيس الأميركي عدة مقاطع عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها يرتدي تاجًا ذهبيًا ويركب طائرة مقاتلة تحمل اسم "الملك ترامب"، فيما تُعزف موسيقى احتفالية تحمل نغمة تهكمية واضحة على المتظاهرين.

احتجاجات لا للملوك تشتعل في أمريكا

وفي مقطع آخر، ظهر ترامب يحمل سيفًا ويرتدي رداء ملكيًا بينما تنحني أمامه شخصيات سياسية بارزة، من بينهم نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين السابقة في مجلس النواب.
أما البيت الأبيض، فقد شارك في هذا الردّ الرمزي، بنشر صورة معدلة تجمع ترامب ونائبه جي دي فانس مرتديين التيجان، وإلى جانبهما زعماء المعارضة الديمقراطية وهم يرتدون القبعات المكسيكية، مع تعليق ساخر يقول:

“نحن مختلفون”.

مظاهرات “لا للملوك”.. أكبر تحرك مدني منذ نصف قرن

وبينما كان ترامب يختار الردّ عبر “السخرية الرقمية”، كانت شوارع أمريكا تغصّ بالملايين، فوفق تقديرات منظمي المظاهرات، تجاوز عدد المشاركين سبعة ملايين شخص في أكثر من 2700 تجمع بمختلف الولايات، لتُسجّل الفعالية كأكبر احتجاج مدني منذ يوم الأرض الأول عام 1970.

احتجاجات لا للملوك تشتعل في أمريكا

وشهدت مدن مثل شيكاغو ونيويورك وبورتلاند وسان فرانسيسكو مظاهرات حاشدة رُفعت خلالها لافتات كتب عليها:

“لا للملوك.. نعم للدستور” و “الشعب لا يُتوج أحدًا”.

وأكدت شرطة نيويورك مشاركة أكثر من 100 ألف متظاهر بشكل سلمي، دون وقوع اعتقالات أو أعمال عنف تُذكر، ما جعل الحدث مثالًا للانضباط الديمقراطي رغم سخونة الأجواء السياسية.

خلفية الاحتجاجات: إغلاق حكومي وأزمات مهاجرين

تأتي احتجاجات “لا للملوك” في وقت حساس يشهد فيه المشهد الأميركي إغلاقًا حكوميًا مستمرًا للأسبوع الثالث، وتوترًا متصاعدًا حول سياسات ترامب تجاه الهجرة واللاجئين.
وتُتهم إدارة الرئيس الجمهوري بتبني إجراءات قاسية على الحدود، وإطلاق حملات ترحيل جماعية أثارت انتقادات دولية واحتجاجات محلية غاضبة.

احتجاجات لا للملوك تشتعل في أمريكا

ويقول منظمو الاحتجاجات إن تحركاتهم جاءت ردًا على “نزعات سلطوية” في قرارات ترامب، التي تشمل التضييق على الصحافة، والتدخل في القضاء، واستخدام السلطة الفيدرالية لترهيب الخصوم السياسيين.

الجمهوريون يردّون: “هذه ليست مظاهرات حرية بل كراهية لأمريكا”

من جانبه، وصف مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأميركي، احتجاجات “لا للملوك” بأنها “مظاهرات كراهية لأمريكا”، معتبرًا أنها لا تعبر عن الديمقراطيين كحزب، بل عن “الرسائل السلبية” التي رافقتها.
وقال جونسون في تصريح لشبكة ABC News:

“لم أصف أحدًا بالعدو، لكننا رأينا شعارات تدعو للعنف وتصف الرئيس بألفاظ جارحة، وهذا لا يُعبّر عن الحرية بل عن الكراهية”.

وأضاف أن الشعار ذاته، “لا للملوك”، يحمل في طياته “سخرية واضحة” من المؤسسات الأميركية التي تتيح تداول السلطة بشكل سلمي.

احتجاجات لا للملوك تشتعل في أمريكا

الديمقراطيون والمنظمون: “نحب أمريكا.. ونرفض تأليه الأفراد”

في المقابل، رفض الديمقراطيون اتهامات جونسون، مؤكدين أن الاحتجاجات تمثل “صوت الشعب الرافض لتحويل الرئاسة إلى سلطة مطلقة”، وقال السيناتور بيرني ساندرز، الذي خاطب حشدًا في واشنطن:

“نحن هنا لأننا نحب أمريكا. نحن ندافع عن فكرة أن السلطة تعود للشعب، لا لشخص واحد مهما كان”.

كما أكد السيناتور كريس مورفي أن التجمعات الكبرى “تمنح المواطنين الثقة في مواجهة أي محاولات لتقويض الديمقراطية”، مشيرًا إلى أن مشاركة الملايين رسالة قوية بأن “الحرية لا تُشترى ولا تُهدى”.

احتجاجات لا للملوك تشتعل في أمريكا

أصوات من الشارع الأميركي: الفنانون في الصفوف الأولى

لم تخلُ المظاهرات من الحضور الفني والإعلامي، حيث شارك الممثل الأميركي جون كوزاك في مظاهرة ضخمة بمدينة شيكاغو، وقال من على المنصة إن الرسالة بسيطة وواضحة:

“اذهب إلى الجحيم يا ترامب”.

تصريح كوزاك أثار تفاعلًا واسعًا، لكنه عبّر – بحسب أنصاره – عن الغضب الشعبي المتنامي تجاه ما يراه كثيرون تغوّلًا للسلطة التنفيذية.

الموجة المقبلة من الاحتجاجات

بحسب منظمات المجتمع المدني، يجري التحضير لجولة جديدة من الاحتجاجات في نوفمبر المقبل، تزامنًا مع جلسات الكونغرس حول الموازنة، وسط توقعات بأن تتوسع رقعة “لا للملوك” لتشمل الجامعات والمدارس ومراكز الأبحاث.

احتجاجات لا للملوك تشتعل في أمريكا

وأكد عزرا ليفين، المدير التنفيذي لمنظمة إنديفايسبل، أن هدف الحركة هو “إعادة التوازن بين الدولة والمجتمع، والتأكيد على أن الولايات المتحدة جمهورية وليست مملكة”، وأضاف أن الاحتجاجات “ستستمر طالما استمرت محاولات إسكات الأصوات الحرة”.

الكلمات المفتاحية

ترامب، احتجاجات أمريكا، مظاهرات لا للملوك، البيت الأبيض، دونالد ترامب، بيرني ساندرز، مايك جونسون، احتجاجات واشنطن، الذكاء الاصطناعي، المظاهرات الأميركية.