الليلة الكبيرة في مولد الحسين.. القاهرة تتلألأ بأنوار المحبة احتفالًا بقدوم الرأس الشريف إلى مصر

تتزين القاهرة القديمة هذه الأيام بأجواء روحانية فريدة من نوعها، حيث يواصل المصريون، من مختلف المحافظات، إحياء ذكرى قدوم رأس الإمام الحسين عليه السلام إلى مصر، في واحدة من أضخم المناسبات الدينية التي ينتظرها المحبون كل عام.
آلاف الزائرين يتوافدون إلى ساحة الحسين لإحياء الذكرى المباركة
تبدأ الاحتفالات منذ مطلع الأسبوع، وتصل إلى ذروتها في الليلة الكبيرة، التي توافق غدًا الثلاثاء، حين تمتلئ ساحة مسجد الحسين وشارع الجمالية بمواكب الذكر والإنشاد ومظاهر البهجة التي تلامس القلوب قبل العيون.
حلقات الذكر والإنشاد الديني تعم أرجاء الجمالية
منذ أيام، بدأت أفواج الزائرين تتقاطر على المشهد الحسيني، من محافظات الصعيد والدلتا وسيناء، حاملين الرايات الخضراء ومرددين الأناشيد التي تعبّر عن حب آل البيت. وتتحول المنطقة إلى ملتقى للطرق الصوفية من مختلف أنحاء الجمهورية، حيث تنتشر الخيام وحلقات الذكر، وتتعالى أصوات الدفوف والأناشيد التي تذكر بالمحبة والسلام.
التاريخ يسجل روايات متعددة عن موضع الرأس الشريف للإمام الحسين
في ساحة الحسين، مشهد لا يشبه أي احتفال آخر، إذ يختلط عبق التاريخ برائحة البخور، والأنوار التي تزين الشوارع تضيف سحرًا خاصًا للّيلة التي ينتظرها المصريون بشغف.
الخدمات التطوعية تنتشر في كل مكان، حيث توزع وجبات الطعام والمياه والمشروبات على الزوار، بينما تتسابق الأسر في نحر الذبائح ابتهاجًا بالذكرى المباركة، ويقول بعض الزائرين إنهم يحرصون على المشاركة كل عام لما يجدونه في هذه الليلة من طمأنينة وسكينة روحية لا توصف.
مسجد الإمام الحسين
وفي داخل مسجد الإمام الحسين، تقام الأمسيات الدينية التي يشارك فيها كبار القرّاء والمبتهلين، فيما تشهد الساحات المحيطة محاضرات حول سيرة آل البيت وتاريخ قدوم الرأس الشريف إلى أرض مصر، التي احتضنت الإمام وأحبته منذ قرون.
موضع رأس الإمام الحسين
ويستعيد المؤرخون في هذه المناسبة ما ورد في كتب التاريخ حول موضع رأس الإمام الحسين، إذ اختلفت الروايات في تحديد مكانها، وذكرت ستة مواضع محتملة، من كربلاء إلى دمشق، ومن البقيع إلى عسقلان، حتى انتهى الرأي الأرجح إلى أن الرأس الشريف نُقل إلى القاهرة في عهد الدولة الفاطمية، حيث شُيّد له المشهد الحسيني الذي أصبح أحد أقدس مقامات آل البيت في العالم الإسلامي.
الليلة الكبيرة في مولد الحسين
اليوم، ومع مرور القرون، لا تزال الليلة الكبيرة في مولد الحسين حدثًا استثنائيًا يجمع المصريين على اختلاف طبقاتهم واتجاهاتهم، في مشهد يؤكد أن حب آل البيت متجذر في وجدان المصريين، وأن القاهرة ستظل دائمًا منارة للروحانية والاحتفاء بالمقدسات.
الكلمات المفتاحية
مولد الحسين، الإمام الحسين، رأس الإمام الحسين، الليلة الكبيرة، ساحة الحسين، الاحتفالات الدينية في مصر، الطرق الصوفية، القاهرة، الجمالية، مولد آل البيت.