المشهد اليمني

”عدن تغرق في الظلام: أول انطفاء كهربائي شامل منذ عقود يُشعل أزمة إنسانية وسط موجة حر قاتلة”

الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 12:01 صـ 29 ربيع آخر 1447 هـ
انطفاء الكهرباء
انطفاء الكهرباء

شهدت العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الاثنين، أول انقطاع كهربائي شامل وكامل في تاريخها الحديث، بعد خروج محطة "الرئيس" الرئيسية عن الخدمة بالكامل جرّاء نفاد مخزون المازوت اللازم لتشغيلها، في تطور وصفه سكان ومسؤولون محليون بأنه "كارثي وغير مسبوق".

وأكدت مصادر مطلعة داخل قطاع الطاقة أن الكمية الأخيرة من وقود المازوت المخصصة لتشغيل المحطة قد استُنفدت بالكامل، دون وصول أي شحنات بديلة من منشآت الإنتاج في محافظتي مأرب أو حضرموت، ما أدى إلى توقف كامل عن توليد الطاقة في المحطة التي تُعد العمود الفقري للكهرباء في المدينة.

وفي محاولة يائسة لتخفيف الأزمة، تعتمد المدينة حاليًا على عدد محدود من القواطر (وحدات توليد طارئة) القادمة من حضرموت، لكن المصادر وصفتها بأنها "غير كافية حتى لتغطية بضع ساعات من التشغيل"، ما يعني أن جميع مديريات عدن الثماني تعيش الآن في ظلام دامس.

ويأتي هذا الانقطاع في وقت تشهد فيه المدينة موجة حر خانقة، تجاوزت درجات الحرارة فيها حاجز الـ40 مئوية، ما زاد من معاناة السكان الذين يعتمدون على الكهرباء لتبريد منازلهم وتشغيل مضخات المياه. وتفاقمت الأزمة أكثر مع توقف كامل في ضخ المياه، نظرًا لارتباط شبكات التوزيع بنظام الكهرباء، ما دفع عائلات كثيرة إلى البحث عن مصادر بديلة للمياه الصالحة للشرب.

وقال أحد سكان مديرية كريتر لمراسلنا: "لم نرَ شيئًا كهذا من قبل... لا كهرباء، لا ماء، والحرّ يذيب الحجر. نحن نعيش كأننا في عصور ما قبل الكهرباء". فيما وصفت ربة منزل في التواهي الوضع بأنه "كارثة إنسانية بامتياز"، مشيرة إلى أن أطفالها لم يتمكنوا من النوم الليلة الماضية بسبب ارتفاع الحرارة وانعدام التهوية.

ومن الجدير بالذكر أن الانقطاع بدأ بشكل جزئي منذ مساء أمس، لكنه تحوّل اليوم إلى شلل تام في شبكة الكهرباء، ما يثير تساؤلات حول استعدادات الجهات المعنية وآليات إدارة الأزمات في ظل غياب خطط طوارئ واضحة.