الحوثيون يستوردون أسمنتًا فاسدًا ويغلفونه تحت اسم أسمنت ”عمران” و ”باجل”

كشفت مصادر اقتصادية مطلعة عن تورط ميليشيا الحوثي في صفقة فساد ضخمة تمثلت في استيراد كميات من الأسمنت الباكستاني الفاسد وإعادة تغليفه داخل أكياس تحمل أسماء "أسمنت عمران" و"أسمنت باجل"، لبيعه في الأسواق المحلية على أنه إنتاج وطني.
وبحسب المصادر، فقد بلغت قيمة الصفقة عشرات المليارات من الريالات اليمنية، حيث دخلت البواخر المحمّلة بالأسمنت المغشوش عبر ميناء الصليف، بإشراف مباشر من مسؤولين في مؤسسة الأسمنت اليمنية، يتصدرهم مدير المؤسسة يحيى عطيفة، المتهم بإدارة العملية بالتنسيق مع قيادات حوثية نافذة.
وأكدت المصادر أن الميليشيا أجبرت وكلاء المؤسسة على شراء الكميات المستوردة بأسعار مرتفعة تفوق أسعار الأسمنت المحلي، رغم تدني الجودة ومخالفة المواصفات الفنية المعتمدة، مشيرةً إلى أن العملية تمت وسط تكتم رسمي وتسهيلات واسعة من الجهات الحوثية المختصة.
وتأتي هذه الفضيحة بعد سنوات من احتكار الميليشيا لعمليات استيراد الأسمنت ومنع التجار المستقلين من إدخال أي شحنات خارج إشرافها، خاصة عقب تضرر مصنعي عمران وباجل جراء قصف الطيران الإسرائيلي، وهو ما استغلته الميليشيا لفرض سيطرتها الكاملة على سوق مواد البناء.
وحذّر خبراء ومهندسون من خطورة استخدام هذا الأسمنت المغشوش في عمليات البناء، مؤكدين أن ذلك قد يؤدي إلى كوارث إنشائية مدمّرة تهدد الأرواح والممتلكات، وداعين إلى فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين في هذه الصفقة التي وُصفت بأنها “صفقة المليارات”.