المشهد اليمني

أزمة موانئ الصين تتفاقم.. تكدس ناقلات السلع بعد الرسوم المتبادلة

الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 02:25 مـ 29 ربيع آخر 1447 هـ
التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة
التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة

ارتفع متوسط أوقات انتظار ناقلات السلع الأساسية في الموانئ الصينية إلى أعلى مستوى له خلال عام 2025، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية بين بكين وواشنطن، مما أدى إلى اضطراب حاد في حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد.

حسب بيانات منصة تتبع السفن "كيبلر" (Kpler)، بلغ متوسط وقت انتظار السفن لدخول الأرصفة بعد الوصول نحو 2.66 يوم خلال الأسبوع المنتهي في 19 أكتوبر، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 17% على أساس أسبوعي، وهو أطول وقت انتظار منذ بداية العام.

الصين: أكبر مستورد للسلع الأساسية وتداعيات الاختناقات

تعتبر الصين أكبر مستورد للسلع الأساسية في العالم، وتؤثر أية اختناقات طويلة في حركة الشحنات على سلسلة التوريد العالمية، خصوصاً في شحنات النفط والمواد الخام مثل الحديد.

شهدت العلاقات التجارية بين البلدين تصعيدًا جديدًا، بعد فرض بكين رسومًا إضافية كبيرة على السفن الأمريكية ردًا على رسوم مماثلة فرضتها واشنطن، ما زاد من تعقيد الأزمة التجارية بين البلدين.

عقوبات جديدة وارتفاع أوقات الانتظار في موانئ النفط

في سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة تشغيل رئيسية لمحطة استيراد النفط في مدينة ريتشاو شرق الصين، مستهدفة تعطيل شحنات النفط الإيراني إلى الصين.

أدت هذه الإجراءات إلى زيادة أوقات انتظار السفن في موانئ النفط الصينية، حيث بلغ متوسط الانتظار في ميناء دونغجياكو 2.79 يوم، وهو ثاني أعلى معدل مسجل، بينما سجل ميناء يانتاي 2.7 يوم، مقارنة بـ1.8 يوم في الأسبوع السابق.

تحركات ملاك السفن وسط حالة من عدم اليقين

يقول مات رايت، محلل الشحن في "كيبلر":

"مالكو السفن يفضلون التريث وانتظار السماح لهم بالدخول إلى الموانئ، وسط حالة كبيرة من عدم اليقين بشأن الرسوم الجديدة والجهات التي ستخضع لها".

تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن وتهديدات الرسوم الجمركية

في تصعيد متبادل، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين بسبب قيود المعادن النادرة، وهو ما ردّت عليه بكين بتحذيرات دبلوماسية مؤكدة استعدادها لاتخاذ إجراءات انتقامية لحماية مصالحها.

ورغم تصاعد التوترات، أظهرت الأسواق الصينية قدرة على الصمود، مع تراجع محدود في مؤشرات الأسهم، وسط توقعات بعقد اجتماعات رفيعة المستوى بين البلدين لمحاولة تهدئة الأوضاع.

صادرات الصين تصمد رغم الحرب التجارية

على الرغم من تصعيد الرسوم والقيود، نمت صادرات الصين بأسرع وتيرة خلال ستة أشهر، ما خفف من التأثير السلبي المحتمل على الاقتصاد الصيني، في حين يستمر كلا الجانبين في ممارسة ضغوط متبادلة بهدف تحقيق مكاسب تفاوضية.

التحديات الاقتصادية والسياسية

يرى محللون أن الصين في موقف أقوى لتحمّل تأثيرات الحرب التجارية، بينما يواجه ترمب ضغوطًا داخلية لتحقيق اتفاق قبل الانتخابات القادمة، خاصة من قطاعات اقتصادية تعتمد على التصدير إلى الصين.

في الوقت ذاته، تستخدم بكين استراتيجيات مشابهة لتكتيكات واشنطن التفاوضية، مما يزيد من تعقيد المشهد التجاري والسياسي بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر عالميًا.

تؤكد الأوضاع الراهنة أن استمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين سيؤدي إلى استمرار اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، وارتفاع تكاليف الشحن، وتأخير وصول السلع الأساسية، ما ينعكس على الأسواق العالمية ومستوى التجارة الدولية بشكل عام.