المشهد اليمني

مأساة تثير الجدل.. دعوى قضائية ضد تسلا بسبب أبواب سايبرتراك ”القاتلة”

الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 02:33 مـ 29 ربيع آخر 1447 هـ
مأساة تثير الجدل..  دعوى قضائية ضد تسلا بسبب أبواب سايبرتراك "القاتلة"
مأساة تثير الجدل.. دعوى قضائية ضد تسلا بسبب أبواب سايبرتراك "القاتلة"

اتهمت عائلة طالبة جامعية تُوفيت في حادث سيارة "سايبرتراك" من إنتاج تسلا، الشركة بالإهمال في تصميم نظام الأبواب، واصفةً إياه بـ"الفخ القاتل"، بعد أن فشلت ابنتهم في الهروب من المركبة المشتعلة.

في حادث مأساوي وقع في مدينة بيدمونت بولاية كاليفورنيا في نوفمبر 2024، لقيت كريستا تسوكاهارا، البالغة من العمر 19 عامًا، مصرعها إلى جانب شابين آخرين، إثر اصطدام سيارة "سايبرتراك" بشجرة واندلاع النيران فيها.

"لم تستطع الهروب"... نظام الأبواب قيد الاتهام

وفقًا للدعوى القضائية التي رفعتها أسرة الفتاة، فقد علقت كريستا داخل السيارة بعد الحادث، لعدم تمكنها من فتح الأبواب يدويًا إثر تعطل النظام الكهربائي بالكامل بعد احتراق بطارية السيارة.

وتقول الدعوى:

"سيارة سايبرتراك تفتقر إلى آلية فتح يدوية فعالة وسهلة الوصول أو واضحة، أو حتى نظام أمان بديل للخروج في حالات الطوارئ."

ويُظهر دليل المالك الرسمي للسيارة أن أبواب "سايبرتراك" تُفتح إلكترونيًا في الظروف العادية، لكن في حال انقطاع الكهرباء، يجب على الركاب استخدام "مفتاح تحرير يدوي" معقد نسبياً، يتطلب إزالة السجادة المطاطية وسحب كابل مخفي ثم دفع الباب للخارج.

أب يتحدث: "تريليون دولار... وسيارة بلا أمان أساسي؟"

في بيان مؤثر، قال والد الضحية، كارل تسوكاهارا:

"اضطررنا لتحمل ليس فقط فقدان ابنتنا، بل أيضًا الصمت المحيط بكيفية حدوث ذلك، وكيف أنها لم تتمكن من الخروج من السيارة. هذه شركة بقيمة تريليون دولار – كيف يمكنها إطلاق آلة بهذه الخطورة؟"

وتؤكد العائلة أن كريستا لم تتوفَ نتيجة الحادث نفسه، بل نجت من الاصطدام وكانت جالسة في المقعد الخلفي، لكن النيران اشتعلت بالسيارة لاحقًا، ولم تتمكن من الهروب.

دعوى أخرى ضد تسلا بسبب الحادث ذاته

لم تكن هذه الدعوى الوحيدة، إذ رفعت أسرة جاك نيلسون (20 عامًا)، أحد الضحايا الآخرين، دعوى مماثلة، تؤكد أنه تُوفي نتيجة استنشاق الدخان بعد احتجازه داخل السيارة، بينما نجا راكب رابع.

تزايد المخاوف من أنظمة الأبواب الإلكترونية في سيارات تسلا

تواجه شركة تسلا مؤخرًا انتقادات متزايدة بسبب اعتمادها الكامل على الأبواب الإلكترونية. وفي تقرير حديث نشرته وكالة بلومبرغ، تم توثيق عدة حوادث تعرّض فيها ركاب سيارات تسلا للحبس داخلها بعد فقدان الطاقة، ما أثار جدلًا حول معايير السلامة المعتمدة.

وبناءً على هذه الحوادث، فتحت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA) تحقيقًا رسميًا في تصميم مقابض الأبواب الإلكترونية لطرازات تسلا، وعلى رأسها "سايبرتراك".

رد فعل تسلا: إعادة تصميم مرتقبة للمقابض

وفي تعليق نادر، قال فرانز فون هولزهاوزن، رئيس قسم التصميم في تسلا، في مقابلة مع "بلومبرغ"، إن الشركة تعمل حاليًا على تصميم جديد يجمع بين الآلية الإلكترونية واليدوية في زر واحد، يسهّل استخدامه في حالات الطوارئ والذعر.

هل تدفع هذه القضية تسلا لإعادة التفكير في فلسفة التصميم؟

تمثل هذه القضية اختبارًا حقيقيًا لمعادلة تسلا بين التصميم المستقبلي والسلامة العملية. فبينما تُعرف سيارات الشركة بتقنياتها المتقدمة وتصاميمها الجريئة، إلا أن السلامة في الحالات الطارئة تبقى من أبجديات هندسة السيارات.

وفي انتظار نتائج التحقيق الرسمي، تبقى تساؤلات أساسية معلقة:

  • هل تعطي تسلا الأولوية الكافية لسلامة ركابها في الظروف القصوى؟

  • وهل سيُجبر هذا الحادث المأساوي الشركة على مراجعة سياسات التصميم والسلامة؟

حادثة وفاة كريستا تسوكاهارا داخل سيارة "سايبرتراك" تُسلّط الضوء على التحديات التي قد ترافق الابتكار التكنولوجي، خاصةً عندما يتعلق الأمر بسلامة الإنسان في اللحظات الحرجة. وبينما تتجه صناعة السيارات نحو المزيد من الأتمتة والتصميمات الرقمية، تبقى الأساسيات ،كسهولة الخروج في حالات الطوارئ ،غير قابلة للتجاهل.

القضية الحالية قد تكون نقطة تحوّل مهمة ليس فقط لشركة تسلا، بل لصناعة السيارات الكهربائية بأكملها، في كيفية موازنة التصميم المستقبلي مع إجراءات السلامة التقليدية. وفي النهاية، التكنولوجيا المتطورة لا يجب أن تأتي على حساب حياة الركاب.