”عسل مزيف من زيت محركات وسكر!” — شرطة عدن تُطيح بعصابة غش تهدد صحة المواطنين

في واحدة من أخطر عمليات الغش التجاري التي تشهدها العاصمة عدن خلال السنوات الأخيرة، كشفت شرطة مديرية البساتين عن شبكة إجرامية متخصصة في ترويج مزيج سام على أنه "عسل بلدي طبيعي"، في محاولة صارخة للاستيلاء على أموال المواطنين وتسميم صحتهم.
ووفقًا لتصريحات رسمية صادرة عن مدير شرطة البساتين، فقد تمكّنت الأجهزة الأمنية من ضبط أفراد العصابة — الذين ينتمون إلى محافظة الحديدة — أثناء قيامهم بتوزيع المنتج المغشوش في أسواق العاصمة، مستغلين الإقبال الكبير على العسل الطبيعي كمصدر غذائي موثوق، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تدفع الأسر إلى البحث عن بدائل غذائية آمنة وبأسعار معقولة.
خليط قاتل تحت غطاء "العسل البلدي"
ما يصدم في هذه الجريمة ليس فقط حجم الاحتيال، بل طبيعة المكونات المستخدمة: زيت محركات السيارات + سكر أبيض، مزيج لا يمت بأي صلة إلى العسل، ويُعدّ خطيرًا على الصحة العامة. وتشير التحاليل الأولية إلى أن هذا الخليط قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية حادة، تسمم كيميائي، وتلف في الكبد والكلى، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
"هذه ليست جريمة تجارية فحسب، بل جريمة ضد الإنسانية"، قال مدير شرطة البساتين، مشددًا على أن "من يبيع سُمًّا باسم الغذاء لا يستحق أن يُعامل كتاجر، بل كمجرم يجب أن يُحاكم بأقصى درجات القانون".
استغلال الثقة — أخطر أنواع الخيانة
اعتمدت العصابة في خطتها على استغلال ثقة المستهلكين في المنتجات المحلية، وخصوصًا العسل الذي يُنظر إليه تقليديًا كرمز للنقاء والشفاء. وقد لجأ أفراد الشبكة إلى تعبئة الخليط في عبوات تحمل ملصقات جذابة، مكتوب عليها "عسل بلدي 100% طبيعي"، مع اعتماد أسعار تنافسية لجذب أكبر عدد من المشترين.
ردّ حاسم من الأجهزة الأمنية
وأكدت الجهات الأمنية أن التحقيقات جارية لتحديد مدى انتشار هذا المنتج المغشوش، وما إذا كانت هناك حلقات أخرى متورطة في سلسلة التوزيع. كما أعلنت عن تعاون وثيق مع وزارة الصحة والهيئة العامة لحماية المستهلك لسحب أي كميات متبقية من الأسواق ومنع تداولها.
وفي رسالة تحذيرية واضحة، أكدت الشرطة أن "الدولة لن تتهاون مع من يعبث بصحة المواطنين"، داعيةً إلى تشديد العقوبات الرادعة التي تصل إلى السجن الطويل وغرامات مالية باهظة، لتكون عبرة لغيرهم.