المشهد اليمني

بيان لهيئة علماء اليمن بشأن تهجير مليشيات الحوثي لطلاب مسجد السنة بصنعاء

الخميس 23 أكتوبر 2025 06:56 مـ 2 جمادى أول 1447 هـ
الحوثيون يهجّرون طلاب القرآن من مسجد السنة في سعوان بصنعاء
الحوثيون يهجّرون طلاب القرآن من مسجد السنة في سعوان بصنعاء

طالبت هيئة علماء اليمن بعودة الشيخ عبدالباسط الريدي وطلابه إلى مسجدهم وسكنهم في منطقة سعوان بالعاصمة صنعاء، بعد أن أُجبروا على مغادرتهما إثر عملية تهجير نفذتها ميليشيات الحوثي، المدعومة من النظام الإيراني.

وفي بيان رسمي، حمّلت الهيئة الجماعة الحوثية المسؤولية الكاملة عن هذه الواقعة، وما قد يترتب عليها من آثار اجتماعية ودينية، مؤكدة أن ما جرى يمثل انتهاكًا صارخًا بحق العلماء والدعاة وطلاب العلم، ويُعد جريمة بحق الدين والوطن والإنسانية.

البيان أشار إلى أن الحادثة جاءت بعد سلسلة من المضايقات والتهديدات والاعتداءات ذات الطابع الطائفي، والتي تعكس نهجًا إقصائيًا ممنهجًا يستهدف تفريغ مناطق سيطرة الجماعة من الوجود السني، وفرض فكر طائفي دخيل على المساجد، بما يتعارض مع مبادئ الإسلام وقيم التعايش.

كما لفتت الهيئة إلى أن ميليشيات الحوثي حولت العديد من المساجد إلى مواقع عسكرية أو أماكن لتعاطي الممنوعات، وأساءت إلى العلماء في محاريبهم، وجعلت من بيوت الله منصات لنشر التعبئة المذهبية، متجاهلة هوية المجتمع اليمني وإرثه العربي والإسلامي.

ودعت الهيئة إلى تعويض الشيخ الريدي وطلابه عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم، وضمان سلامتهم، واحترام حقوقهم في ممارسة الدعوة والتعليم الشرعي، مشددة على ضرورة الاعتذار لهم رسميًا.

كما حذرت الهيئة من استمرار عسكرة المساجد واستخدامها لأغراض سياسية وطائفية، معتبرة أن هذا المسار يهدد السلم الأهلي، ويمزق النسيج الاجتماعي، ويزيد من حالة الانقسام والخراب في البلاد.

وفي سياق متصل، دعت الهيئة العلماء والدعاة والإعلاميين داخل اليمن وخارجه إلى توحيد الموقف الرافض لهذه الممارسات، وكشف حقيقة المشروع الحوثي الذي يتستر بالدين، بينما يعادي جوهره.

وأعربت الهيئة عن استغرابها من صمت المنظمات الحقوقية ومكتب المبعوث الأممي إلى اليمن تجاه هذه الجريمة، مشيرة إلى أن هذا الصمت يذكّر بمواقف مشابهة تجاه تهجير طلاب دار الحديث في دماج، والتي كانت بداية لمسار من الدمار في البلاد.

واختتم البيان بالتأكيد على أن تهجير طلاب مسجد السنة في سعوان يأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تستهدف كل ما يرتبط بالقرآن وعلوم الشريعة، مستشهدة بجريمة قتل الشيخ صالح حنتوس، معلم القرآن في محافظة ريمة، ومشددة على أن المعركة الحالية هي معركة وعي وهوية، وأن الدفاع عن العلماء والمساجد هو دفاع عن مستقبل اليمن ووحدته وكرامة مجتمعه.

وكانت ميليشيات الحوثي، أقدمت أمس الأول الثلاثاء 21 أكتوبر، على طرد طلاب تحفيظ القرآن الكريم من مسجد السنة في منطقة سعوان شرقي العاصمة صنعاء، في خطوة جديدة ضمن حملتها المستمرة ضد مساجد أهل السنة والجماعة.

وقالت مصادر محلية إن عناصر الميليشيا اقتحمت المسجد أثناء تواجد طلاب التحفيظ، وأجبرتهم على مغادرته، قبل أن تغلق أبوابه أمام المصلين، في إطار سياسة حوثية ممنهجة تستهدف الأنشطة الدينية والتعليمية غير الخاضعة لسيطرتها، ولا سيما تلك التابعة للتيار السلفي.

وأضافت المصادر أن الميليشيا نفذت، اليوم أيضاً، اعتداءً مماثلاً على مسجد السلفيين في مديرية الحداء بمحافظة ذمار، مشيرةً إلى أن هذه الانتهاكات تأتي بعد سلسلة اعتداءات طالت عشرات المساجد خلال الفترة الماضية.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد حولت الميليشيا مسجد جامعة الأندلس التابع لجماعة الدعوة والتبليغ في العاصمة صنعاء إلى مقر تابع لها، إلى جانب استيلائها على مسجد في منطقة شميلة وآخر في منطقة السبعين، واستخدامها لتلك المساجد كمقارّ لعناصرها وأنشطتها الطائفية.