”بصمة نظافةٍ لا تُمحى”... الرئيس العليمي يُكرّم والد الشهيدة ”افتهان المشهري” بوسام الواجب الوطني

في لفتةٍ رمزيةٍ تحمل أبعادًا وطنيةً وإنسانيةً عميقة، استقبل فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الخميس، في العاصمة المؤقتة عدن، والد الشهيدة افتهان المشهري، مدير عام صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز، مُكرّمًا ذكراها بمنحها وسام الواجب الوطني، تكريماً لشجاعتها وتفانيها حتى لحظة استشهادها.
وتأتي هذه المبادرة الرئاسية تكريساً لمبدأ تكريم التضحية الوطنية، بعد أن سقطت الشهيدة افتهان المشهري، في 18 سبتمبر 2025، جراء إطلاق نارٍ غادر من عناصر إجرامية، بينما كانت تؤدي واجبها المهني بتفانٍ وإخلاص في خدمة مجتمعها، مُجسّدةً بذلك روح المسؤولية والانتماء في أسمى صورها.
وخلال اللقاء، أشاد الرئيس العليمي بـالشهيدة افتهان كـأيقونة للمرأة اليمنية العاملة، التي لم تتوانَ عن أداء واجبها رغم المخاطر، مؤكداً أن "دماءها الطاهرة ستظل نبراساً لكل من يسعى لبناء الوطن من موقعه، مهما كان صغيراً في نظر البعض، عظيماً في أثره".
وأضاف فخامته أن تكريم افتهان ليس فقط تكريماً لشخصها، بل هو اعتراف دولة بدور موظفي الخدمة المدنية، لا سيما النساء، اللواتي يُثبتن يوماً بعد يوم أن العمل العام رسالةٌ قبل أن يكون وظيفة.
الشهيدة افتهان المشهري — التي تُعد من أوائل النساء في منصب إداري رفيع بمجال النظافة العامة في تعز — كانت قد تركت بصمةً واضحة في تحسين المشهد البيئي للمدينة، حتى في أحلك الظروف الأمنية والاقتصادية، ما جعل استشهادها صدمةً وطنيةً واسعة، ودفع منظمات مجتمع مدني وشخصيات نسائية بارزة إلى المطالبة بـتحقيق عاجل وكامل الشفافية في ملابسات الجريمة.
وبحصولها على وسام الواجب الوطني، تنضم افتهان إلى سجلّ الشرف الوطني كـشهيد واجب، في خطوةٍ تُرسّخ ثقافة التقدير المؤسسي للتضحيات المدنية، وتدفع باتجاه حماية الكوادر الوطنية العاملة في الخطوط الأمامية للخدمة العامة.