مجلس السيادة السوداني يحسم الجدل: لا مفاوضات مع ”الدعم السريع” في واشنطن
في بيان حاسم صدر مساء الخميس، نفى مجلس السيادة الانتقالي في السودان بشكل قاطع صحة الأنباء المتداولة حول وجود مفاوضات في واشنطن — سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة — بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
نفي رسمي قاطع من مجلس السيادة السوداني
وأكد المجلس أن كل ما يُشاع في هذا الشأن عارٍ تمامًا من الصحة، مشددًا على أن موقف الدولة ثابت وواضح تجاه أي عملية حوار أو تسوية سياسية لا تنطلق من داخل السودان ذاته.
موقف السودان: الحل وطني لا يُدار من الخارج
وأوضح بيان مجلس السيادة أن الدولة متمسكة بمبدأ الحل الوطني الداخلي، القائم على حفظ سيادة السودان ووحدته واستقراره، وضمان حقوق الشعب السوداني في الأمن والعيش الكريم، مشيرًا إلى أن أي حديث عن محادثات أو لقاءات في الخارج يهدف فقط إلى تشويه الموقف الرسمي ومحاولة إضعاف الروح الوطنية لدى القوات المسلحة التي تقاتل من أجل وحدة البلاد في وجه التمرد.
جاء هذا التأكيد ردًا على تقارير إعلامية غربية وعربية زعمت أن العاصمة الأمريكية واشنطن تستضيف اجتماعات غير مباشرة بين ممثلين عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، برعاية وزارة الخارجية الأمريكية، في محاولة لدفع الطرفين نحو اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار.
خلفية الأزمة: البرهان يفتح الباب بشروط
وفي وقت سابق من أكتوبر الجاري، كان رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد أشار إلى استعداد القيادة السودانية للتفاوض بهدف إنهاء الحرب الدائرة في البلاد، لكنه وضع شروطًا صارمة لأي حوار محتمل.
وأكد البرهان أن أي مفاوضات لا بد أن تحفظ كرامة السودان ووحدته، وتضمن عدم مكافأة التمرد أو المساس بقدسية الدولة ومؤسساتها الوطنية، وعلى رأسها الجيش السوداني.
الحرب تواصل نزيفها الإنساني والسياسي
تأتي هذه التصريحات في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث تستمر المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، ما أدى إلى نزوح الملايين وتدمير البنية التحتية في العاصمة الخرطوم وعدة ولايات.
ورغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار، يصرّ كل طرف على موقفه، وسط تزايد الضغوط الخارجية لإعادة فتح قنوات الاتصال بينهما، خاصة بعد تعثر مبادرات "جدة" و"الآلية الثلاثية" (الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي، الإيقاد).
قراءة في الموقف السوداني: السيادة قبل التسوية
يرى مراقبون أن نفي مجلس السيادة لأي مفاوضات في الخارج يؤكد رغبة القيادة السودانية في قطع الطريق أمام أي وساطة تُضعف موقف الجيش، أو تُكرّس للأمر الواقع الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الأرض.
كما يعكس البيان تمسك الخرطوم بمبدأ السيادة الوطنية، في وقت تسعى فيه قوى إقليمية ودولية لإيجاد تسوية سريعة للأزمة السودانية بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.
خلاصة التقرير
يبدو أن الخرطوم تُغلق باب التأويلات بشأن وجود أي مفاوضات مع الدعم السريع في الخارج، مؤكدة أن السلام لن يُصنع إلا بأيدٍ سودانية خالصة.
وفي ظل استمرار الحرب، تبقى الأنظار موجهة نحو الجيش السوداني ومجلس السيادة لمعرفة مدى استعدادهم لطرح مبادرة داخلية تنهي النزاع وتعيد للسودان وحدته واستقراره.
الكلمات المفتاحية
مجلس السيادة السوداني، قوات الدعم السريع، الجيش السوداني، الحرب في السودان، مفاوضات واشنطن، عبد الفتاح البرهان، الحرب في السودان، التمرد في الخرطوم، الأزمة السودانية، القوات المسلحة السودانية.
