كيف نواجه الحوثيين ونتعامل مع المنشقين عن المليشيات؟
معركة اليمنيين مع الحوثية أعقد من اختزالها في المنظور القانوني أو الحقوقي أو الأخلاقي.
الانتصار على الحوثية يتطلّب تفكيكها لهزيمتها.
وتفكيكها يعني استيعاب كل من يخرج منها وضمه إلى صفوف مناوئيها.
هذا ويتطلّب ثلاثة أمور:
أولاً: العمل الحقيقي لتفكيكها والتواصل الحاذق مع أركانها المقاتلة أفراداً ومكوّنات وقيادات.
ثانياً: وجود نواة صلبة عسكرية وسياسية، وبالطبع تحمل قيماً معاكسة لقيم الحوثية في المعنى العملي للعمل السياسي وإدارة الشأن العام والنموذج المنشود للدولة.
ثالثاً: إعادة تأهيل القادمين والمنصرفين عن الحوثية والمنشقّين عن معسكرها في مسارات محدّدة المعالم تجعلهم عناصر فاعلة في تفكيك وهزيمة الحوثية.
ومن الأولى أن يكون تفكيكها على يد الحكومة اليمنية، لا أن يكون على يد قوى خارجية تخلق كانتونات جديدة.
لكن ماذا عن ماضي المنشقّين؟
لا بدّ من مسار عدالة انتقالية.
وهنا يأتي دور الحقوقيين والقانونيين وأصحاب "المساطر الوطنية".
عليهم إنجاز ملفات حقيقية جيّدة التوثيق تخدم في تحقيق العدالة الانتقالية، وعليهم تذكير القادمين بمواقعهم السابقة ليتسنّى لهم الانخراط في مسار دولتي جمهوري.
ما يحدث اليوم هو أن يقوم الناس مقام المدّعي ومقام القاضي دون وعيٍ بأبعاد المعركة.
هذه الهبّة في رفض وتطهير المنشقّين، التي تبدو حميدة في ظاهرها، تتغافل طريقة هزيمة الحوثية.
