المشهد اليمني

سموتريتش يعتذر رسميًا للسعودية بعد تصريحاته المسيئة ويؤكد: لم أقصد الإهانة

الجمعة 24 أكتوبر 2025 02:11 مـ 3 جمادى أول 1447 هـ
سموتريتش
سموتريتش

أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الخميس، اعتذاره للمملكة العربية السعودية بعد موجة الغضب التي أثارتها تصريحاته المسيئة في الأيام الماضية.

وجاءت تصريحات الوزير عبر منشور رسمي على حسابه في منصة إكس، حيث كتب: "لم يكن تصريحي بشأن السعودية موفقًا بالتأكيد، وأنا آسف للإهانة التي سببتها"، مضيفًا أنه يتطلع إلى تحسين العلاقات مع الدول العربية وفي مقدمتها السعودية.

توضيح بعد موجة انتقادات واسعة

وجاء اعتذار سموتريتش للسعودية بعد انتقادات شديدة من أوساط سياسية ودبلوماسية داخل إسرائيل وخارجها، إذ اعتبرت تصريحاته السابقة تجاوزًا غير مقبول تجاه دولة تحظى بمكانة إقليمية ودولية مؤثرة.

وأوضح الوزير في بيانه أنه لم يكن يقصد الإساءة، مشددًا على أنه "يتوقع من السعوديين أن يسعوا للسلام الحقيقي وألا ينكروا حقوق الشعب اليهودي في أرضه التاريخية"، على حد وصفه.

خلفية التصريحات المثيرة للجدل

وكانت الأزمة قد بدأت عندما تحدث سموتريتش خلال أحد المؤتمرات عن الموقف السعودي من التطبيع مع إسرائيل، قائلاً بعبارة اعتُبرت مهينة: "إذا قالت لنا السعودية: تطبيع مقابل دولة فلسطينية، فلتواصلوا ركوب الجمال في الصحراء".

هذا التصريح أثار غضبًا واسعًا في الأوساط العربية والدولية، واعتُبر تصرفًا غير دبلوماسي ولا يتناسب مع المساعي الإسرائيلية لتحسين علاقاتها الإقليمية.

تطورات سياسية موازية

تزامن اعتذار سموتريتش للسعودية مع تصاعد التوتر السياسي في إسرائيل بعد مصادقة الكنيست على مشروع قانون أولي يقضي بفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية.

وأثار هذا القانون اعتراضًا أمريكيًا واضحًا، إذ صرّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن ضم الضفة الغربية "لن يحدث"، مؤكداً التزام واشنطن بعدم السماح بهذه الخطوة التي قد تُفقد إسرائيل دعمها الدولي.

ردود فعل عربية ودولية

رحبت بعض الأوساط الدبلوماسية باعتذار الوزير الإسرائيلي، معتبرةً أنه خطوة في الاتجاه الصحيح رغم تأخرها.

وأكد محللون أن الاعتذار يعكس إدراك الحكومة الإسرائيلية لحساسية العلاقات مع المملكة العربية السعودية، خاصة في ظل الحديث المتزايد عن جهود إحياء مبادرات السلام في المنطقة.

مراقبون: الاعتذار لا يمحو الضرر

ورغم صدور اعتذار سموتريتش للسعودية، يرى مراقبون أن الضرر الذي أحدثته تصريحاته ما زال قائمًا، وأن الموقف يتطلب خطوات عملية لإعادة بناء الثقة، لا سيما أن العلاقات بين الجانبين تمر بمرحلة دقيقة تتأثر بالتصعيد في الملف الفلسطيني.

تطورات مرتقبة

يبقى الاعتذار الذي قدّمه سموتريتش للسعودية محاولة لاحتواء الأزمة وتخفيف الغضب الإقليمي، إلا أن تأثيره الفعلي سيتضح في الأسابيع المقبلة مع المواقف الرسمية السعودية والدولية تجاه تصريحات الوزير المثيرة للجدل.

ومن المتوقع أن تتابع الصحافة العالمية التطورات عن كثب، خصوصًا في ظل تزايد الضغوط الأمريكية والدولية للحفاظ على استقرار العلاقات في الشرق الأوسط.