”لقاء الزبيدي في موسكو مع ابنة المخلافي؟ صدمة الصورة المنتشرة”
في تطور لافت يُبرز تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي في تضليل الرأي العام، أكدت مصادر تقنية وسياسية موثوقة أن الصورة المتداولة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تزعم عقد لقاء بين عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزبيدي وشخصية تُدعى "حنان حمود سعيد المخلافي" داخل السفارة اليمنية في موسكو، ليست سوى خدعة رقمية مُصنَّعة بالكامل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وأظهرت فحوصات أجرتها أدوات متخصصة لكشف الصور المُولَّدة آليًّا — مثل FotoForensics وSensity AI — مؤشرات واضحة على أن الصورة لم تُلتَقَط في الواقع، بل تم تركيبها وتوليد تفاصيل الوجوه والخلفية عبر خوارزميات متقدمة، في محاولة واضحة لخلق سياق سياسي وهمي.
ويتزامن تداول هذه الصورة مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها الزبيدي إلى روسيا، حيث وصل إلى العاصمة موسكو في 21 أكتوبر 2025 لبحث ملفات تعاون مشتركة، ما جعل الخبراء يرجّحون أن الهدف من الترويج للصورة المزيفة هو استغلال الحدث الدبلوماسي لبث البلبلة أو التأثير على الرأي العام اليمني.
نفي رسمي من قلب المقاومة الشعبية
وفي ردٍّ حاسم، نفت قيادات بارزة في المقاومة الشعبية صحة الادعاءات المرتبطة بالصورة. وأكد الشيخ عبد الرقيب الصبيحي، نائب رئيس مجلس المقاومة الشعبية ورئيس الدائرة الإعلامية فيه، أن الصفحة التي نشرت الصورة على فيسبوك باسم "حنان حمود سعيد المخلافي" هي "صفحة مزورة ومجهولة المصدر"، ولا تمثّل أي شخصية حقيقية.
وأضاف الصبيحي في تصريح حصري:
"الشيخ حمود المخلافي، رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، ليس لديه ابنة تحمل اسم 'حنان' من الأساس. هذا الاسم لا وجود له في عائلته، والمنشورات التي تحمل هذا الاسم منذ فترة هي جزء من حملة تضليل منظمة."
تحذير من "الحرب المعلوماتية"
ويُعد هذا الحادث أحدث مثال على ما بات يُعرف بـ "الحرب المعلوماتية"، حيث تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى واقعي المظهر لكنه زائف، بهدف التأثير على الرأي العام أو تشويه سمعة شخصيات عامة.
وسبق أن نشرت مواقع إخبارية — بعضها دون تحقق كافٍ — منشورات منسوبة لتلك الصفحة المزيفة، ووصفت صاحبتها بـ "الناشطة حنان المخلافي"، رغم غياب أي دليل على وجودها أو نشاطها الفعلي.
