المشهد اليمني

الحوثيون يورّطون أنفسهم في فضيحة ”الآثار الأممية” !

السبت 25 أكتوبر 2025 06:50 صـ 4 جمادى أول 1447 هـ
الاثار
الاثار

فشلت مليشيا الحوثي في تلفيق تهمة تهريب آثار إلى عدد من موظفي الأمم المتحدة، بعد أن أعلنت جمارك مطار صنعاء الدولي عن إحباط محاولة مزعومة لتهريب قطعتين أثريتين نادرتين كانتا في طريقهما إلى خارج البلاد على متن رحلة أممية متجهة إلى جيبوتي، مستندةً إلى صور مفبركة لا تمت للحقيقة بصلة.

وزعمت المليشيا الحوثية أن القطعتين كانتا مخبأتين بإحكام داخل أمتعة أحد موظفي الأمم المتحدة، وأن يقظة موظفي الجمارك حالت دون تهريبهما. غير أن الأمم المتحدة سارعت إلى تقديم أدلة قاطعة تُثبت أن القطعتين ليستا أثريتين، بل هدايا تذكارية حديثة الصنع، ما فضح الادعاءات الحوثية وأحرج سلطات الأمر الواقع في صنعاء.

وحاولت المليشيا التغطية على فضيحتها الإعلامية بإصدار توضيح رسمي من ما يُسمى بـ"الهيئة العامة للآثار والمتاحف" في صنعاء، أكدت فيه أنها تلقت بلاغاً بشأن تمثالين خشبيين تم ضبطهما في مطار صنعاء الدولي بحوزة أحد موظفي الأمم المتحدة أثناء محاولته إخراجهما عبر الرحلة الأممية (صنعاء – جيبوتي).

وأوضحت الهيئة أنه بعد مراجعة صور القطعتين بالتنسيق مع أمن المطار، تبين أنهما تمثالان خشبيان حديثان غير يمنيين، يُرجّح أنهما من الأعمال الحرفية الإفريقية، مؤكدة أنها أبلغت الجهات الأمنية بأن القطعتين ليستا أثريتين ولا تخضعان لأي قانون يمنع اقتناءهما أو نقلها.

ورغم هذا التوضيح، واصلت المليشيا الحوثية اتهام موظفي الأمم المتحدة بمحاولة تهريب الآثار، زاعمةً أنهم يمارسون "الانتهاكات تحت غطاء العمل الإنساني"، ويستغلون شعارات الإغاثة والسلام لـ"سرقة تراث اليمن وتاريخه"، بحسب وصفها.

وأكدت مصادر مطلعة أن هذه الحملة تأتي في إطار محاولات الحوثيين لتشويه سمعة المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتهم، بعد ازدياد الانتقادات الأممية لسلوك المليشيا في نهب المساعدات الإنسانية واستغلالها لأغراض عسكرية وسياسية.

يُذكر أن جماعة الحوثي تورطت خلال السنوات الأخيرة في تهريب وتدمير العديد من القطع الأثرية اليمنية، في محاولة لطمس ملامح الحضارة اليمنية القديمة التي سبقت قدوم الهادي الطبطبائي إلى اليمن، والذي يُعد مؤسس الفكر الإمامي الذي تستند إليه الجماعة في مشروعها الطائفي.