المشهد اليمني

تصعيد دبلوماسي جديد.. البرازيل تدعم دعوى الإبادة ضد إسرائيل والرئيس ينتقد عجز مجلس الأمن

الأحد 26 أكتوبر 2025 01:41 مـ 5 جمادى أول 1447 هـ
رئيس البرازيل
رئيس البرازيل

اتخذت البرازيل خطوة دبلوماسية غير مسبوقة بإعلانها الرسمي الانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، متهمة تل أبيب بارتكاب جرائم إبادة في قطاع غزة.

يأتي هذا القرار في ظل تصاعد الانتقادات من الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا تجاه عجز المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، عن وقف الحرب التي تسببت في مقتل الآلاف وتشريد الملايين من المدنيين الفلسطينيين.

انضمام رسمي يفتح مرحلة جديدة في القضية الدولية

في سبتمبر 2025، تقدمت البرازيل بطلب رسمي إلى محكمة العدل الدولية للتدخل في الدعوى، مستندة إلى المادة (63) من ميثاق المحكمة، التي تتيح للدول الأطراف في اتفاقية منع الإبادة الجماعية المشاركة في القضايا المتعلقة بها.

وكانت وزارة الخارجية البرازيلية قد أعلنت في يوليو 2025 أنها في المراحل النهائية للانضمام، مشيرة إلى ما وصفته بـ “الفظائع المستمرة” في غزة، و“الاستخدام المخجل للتجويع كسلاح حرب”، في إشارة إلى الحصار المفروض على القطاع.

مواقف سياسية متصاعدة من الرئيس لولا

منذ اندلاع الحرب، كان الرئيس لولا دا سيلفا من أكثر الزعماء انتقادًا للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ووصفها مرارًا بأنها “إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني”.

وفي أكتوبر 2025، وخلال مؤتمر صحفي في ماليزيا، قال لولا إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يعد يعمل، في إشارة إلى فشله في اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف الحرب أو إيصال المساعدات الإنسانية.

كما دعا الرئيس البرازيلي إلى إصلاح شامل لمؤسسات الحوكمة العالمية، بما فيها مجلس الأمن، لجعلها أكثر تمثيلًا وعدالة في التعامل مع الأزمات الدولية.

دعم متزايد من دول الجنوب العالمي

انضمام البرازيل إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل يعزز قائمة الدول التي تدخلت رسميًا في القضية، إلى جانب إسبانيا وتركيا وكولومبيا وأيرلندا، وكلها تؤكد دعمها للمسار القانوني الدولي من أجل محاسبة إسرائيل على ما يحدث في غزة.

ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها جزءًا من تحول في مواقف دول الجنوب العالمي التي باتت أكثر جرأة في انتقاد السياسات الغربية وتطالب بقدر أكبر من العدالة في النظام الدولي.

تجاهل القرارات الدولية يزيد الضغط على إسرائيل

على الرغم من صدور أوامر مؤقتة من محكمة العدل الدولية في يناير 2024 تطالب إسرائيل بوقف أي أعمال يمكن أن تندرج تحت “الإبادة الجماعية” وضمان وصول المساعدات الإنسانية، فإن العمليات العسكرية استمرت دون توقف.

هذا التجاهل للأحكام القانونية الدولية، بحسب خبراء القانون الدولي، قد يضع إسرائيل في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة، ويزيد من صعوبة تبرير استمرار العمليات في غزة أمام الرأي العام العالمي.

مؤشر على تحولات سياسية عالمية

يشير الموقف البرازيلي إلى تبدل واضح في خريطة العلاقات الدولية، حيث تسعى دول عدة لإعادة تشكيل موازين القوى داخل المنظومة الأممية.

ويؤكد مراقبون أن دعم البرازيل لجنوب أفريقيا في هذه الدعوى يمثل تحديًا جديدًا للهيمنة السياسية الغربية داخل المؤسسات الدولية، ومطالبة حقيقية بإصلاح آليات العدالة الدولية لضمان عدم إفلات أي طرف من المساءلة.

يشكل انضمام البرازيل إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل نقطة تحول دبلوماسية بارزة تضع مزيدًا من الضغط على تل أبيب، وتعيد طرح التساؤلات حول فعالية النظام الدولي في حماية المدنيين وفرض احترام القانون الإنساني، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تصاعدًا في عدد الدول الداعمة لهذه القضية، ما يجعلها إحدى أهم القضايا القانونية والسياسية في العالم خلال عام 2025.