المشهد اليمني

عن الضربة القاضية التي أربكت المليشيات الحوثية وأصابتها في مقتل

الإثنين 27 أكتوبر 2025 02:42 مـ 6 جمادى أول 1447 هـ
عن الضربة القاضية التي أربكت المليشيات الحوثية وأصابتها في مقتل

لم يكن الحوثي قد اعاد ترميم معسكراته السرية التي ضربتها أمريكا والتي لم يكن يعلم بها الا قيادة الحوثي والجيش الامريكي.

حتى داهمته الضربات الاسرائيلية والتي اصابته كالصاعقة، فهي أيضا ضربت وفق معلومات لاتعلمها الا قيادات الحوثي واجهزة امريكا واسرائيل.

الحوثي اعتاد على حربه المدعومة ايرانيا ضد اليمنيين، وهي حروب كان ميدانها دائما المناطق التي تحت سيطرة الشرعية.
وكان ذلك يمنحه تفوقا مبدئيا، فهو يقاتل في اليمن خارج سيطرته، بعيدا عن بنيته اللوجستية، وكان هذا يخدم اطماعه بأنه يعد لدولة وحكومة وتغيير جذري وما إلى ذلك.

لكن في أول مواجهاته مع الخارج في مناطق سيطرته، انطبق عليه المثل "اسد علي وفي الحروب نعامة"، حيث تصدعت كل ادعاءاته فقصفت معسكراته الخاصة وقتل رئيس جيشه الحقيقي محمد الغماري، وحوصرت موارده وانكشفت بنيته وصراعاتها.

واليوم مع تعيينه ليوسف المداني واعادة نفوذه الى صنعاء للمرة الاولى منذ الاعلان الدستوري الانقلابي في 2014، يتخلى الحوثي عن شعار "الدولة" ويعود الى بنية "الجماعة".
وتتفجر صراعات اجهزته المخابراتية والسياسية وكل جهاز يعتقل الموالين للجهاز الاخر.
ويبدأ "المداني" عهده بتهديد "الرزامي" وكل من يسميهم "الطامعين في مناصب اخوانهم"، وتطلق يد "علي حسين الحوثي" باعتبار ان "صراعات عبدالكريم الحوثي وعبدالحكيم الخيواني" وصراعات "مهدي المشاط ومحمد علي واحمد حامد" ساهمت في اختراقات العدو.

يعيش الحوثي اليوم حالة فزع كبرى، ويرى "المداني" ان الحل، وساطة عمانية تضمن أدبهم لامريكا واسرائيل، مقابل فتح حرب صغيرة ضد اليمنيين يشغل بها جماعته ويعيد ترتيب تماسكها.
ولكنه غير واثق من قدرة الجماعة على الحرب، لذا يناقشون خيار حروب بديلة في مناطق الشرعية، تقوم بها جماعات ارهابية يتم تجميعها بلافتات مناطقية متضاربة.
وحتى يتأكدون من قدرتهم سيستمرون في اعتقالات الداخل وتبديل القيادات، والتخلي أكثر وأكثر عن فكرة "الدولة" التي تبين لهم عجزهم عن اقامتها، فهم حتى اليوم عاجزين عن تشكيل حكومة مأمونة لهكذا ادعاء.