استثمار إماراتي ضخم.. ”الفجيرة” تضخ 500 مليون دولار لتأسيس مركز نفطي ولوجستي في مصر
أعلنت إمارة الفجيرة عن استثمار ضخم تبلغ قيمته 500 مليون دولار في المرحلة الأولى من مشروع استراتيجي لتطوير ميناء الحمراء بالعلمين الجديدة، وذلك ضمن اتفاق تعاون مشترك مع وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، يهدف إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لتجارة وتخزين وتداول الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
مشروع ضخم لتطوير ميناء الحمراء
يُنفَّذ المشروع في ميناء الحمراء الواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بمدينة العلمين الجديدة، ليكون بمثابة منصة لوجستية متكاملة لتخزين وتداول الزيت الخام والمنتجات البترولية، وتستهدف الخطة تطوير البنية التحتية الحالية للميناء بما يواكب أحدث المعايير الدولية في مجالات النقل والتخزين وإدارة الطاقة.
ووفقاً للمصادر الرسمية، تبلغ استثمارات المرحلة الأولى 500 مليون دولار، بينما يُتوقع أن يصل إجمالي الاستثمارات المستقبلية في المشروع إلى نحو 3 مليارات دولار عند اكتمال مراحله النهائية، مما يجعله أحد أضخم المشروعات البترولية المشتركة بين مصر ودولة الإمارات في قطاع الطاقة.
أهداف المشروع الاقتصادية والاستراتيجية
يهدف المشروع إلى نقل خبرات الفجيرة، التي تُعد من أبرز المراكز العالمية في مجال تخزين وتجارة النفط، إلى السوق المصرية، كما يسعى إلى تعظيم الاستفادة من موقع ميناء الحمراء الاستراتيجي على البحر المتوسط، ليكون نقطة انطلاق جديدة لتصدير النفط الخام والمنتجات البترولية إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية.
ويُعد المشروع امتداداً للتعاون المتنامي بين الجانبين المصري والإماراتي في قطاع الطاقة، حيث يعزز هذا الاستثمار من قدرات مصر التخزينية ويدعم رؤية وزارة البترول والثروة المعدنية لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي لتجارة الطاقة وتكرير النفط والغاز.
شراكات دولية وتوريد للسوق المحلية
يتضمن المشروع أيضاً إنشاء منطقة لوجستية متكاملة لتداول الزيت الخام، مع إمكانية توريد المنتجات البترولية إلى السوق المحلية المصرية عبر شراكات مع كبرى الشركات العالمية العاملة في قطاع الطاقة.
ومن المنتظر أن تُسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن الطاقوي المصري وضمان استقرار الإمدادات البترولية، خاصة في ظل الطلب المحلي المتزايد على الطاقة.
تعاون مصري إماراتي متواصل
يمثل هذا المشروع ثمرة لمسار طويل من التعاون بين الجانبين بدأ بتوقيع مذكرة تفاهم في أغسطس 2024 بين وزارة البترول المصرية وإمارة الفجيرة، وتبعها زيارة رسمية لوزير البترول المصري إلى الفجيرة في فبراير 2025 لاستكمال المباحثات الفنية والتجارية المتعلقة بالمشروع.
ويؤكد هذا التعاون التوجه الاستراتيجي للبلدين نحو بناء شراكات اقتصادية مستدامة تواكب التحولات العالمية في مجال الطاقة.
رؤية مستقبلية لتعزيز الدور الإقليمي لمصر
تُعد هذه الخطوة جزءاً من خطة شاملة تهدف إلى تعزيز الدور الإقليمي لمصر في تجارة وتخزين النفط الخام، عبر تطوير الموانئ الساحلية وزيادة السعات التخزينية وتحسين كفاءة الخدمات اللوجستية.
ويُتوقع أن يسهم الاستثمار الإماراتي في ميناء الحمراء في تحقيق قفزة نوعية في قطاع الطاقة المصري، من خلال جذب استثمارات جديدة وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب رفع كفاءة منظومة التصدير والنقل البحري.
توقعات مستقبلية
من المنتظر أن تبدأ الأعمال التنفيذية للمرحلة الأولى من المشروع خلال الأشهر المقبلة، مع وضع خطط للتوسع التدريجي حتى عام 2030، ويرى خبراء الطاقة أن هذا التعاون بين مصر والفجيرة يعكس تحولاً استراتيجياً في خريطة تجارة النفط الإقليمية، ويُعزز من موقع مصر كمحور رئيسي للطاقة في المنطقة.
