المشهد اليمني

جامعة عدن تُوقّع أول اتفاقية تعاون استراتيجي مع اليونسكو في اليمن: انطلاقة نوعية نحو جودة التعليم العالي وتميّزه

الإثنين 27 أكتوبر 2025 06:20 مـ 6 جمادى أول 1447 هـ
توقيع الاتفاقية
توقيع الاتفاقية

في خطوة أكاديمية تاريخية تُعيد رسم ملامح التعليم العالي في اليمن، وقّعت جامعة عدن، ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني، أول اتفاقية تعاون استراتيجي في البلاد مع مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، وذلك في إطار شراكة علمية متكاملة تهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم، وبناء القدرات الأكاديمية، وتعزيز البحث العلمي وفق معايير دولية.

وتأتي هذه المبادرة الرائدة امتدادًا لسلسلة من التفاهمات السابقة التي جمعت المركز بجامعة عدن ومؤسسة حضرموت للتنمية البشرية، والتي وضعت أسسًا متينة للتعاون في مجالات التطوير المؤسسي، وتحسين البرامج الجامعية، وتوطين مفاهيم الجودة والتميز الأكاديمي.

توقيع الاتفاقية: شراكة استراتيجية لمستقبل التعليم اليمني

وُقّعت الاتفاقية عبر تقنية الاتصال المرئي، بحضور رسمي رفيع المستوى، حيث وقّعها كلٌ من:

  • الأستاذ الدكتور خالد الوصابي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني،
  • الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس، المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم.

وتستهدف الاتفاقية، التي تُعتبر الأولى من نوعها في اليمن، تنفيذ حزمة متكاملة من المبادرات المشتركة، أبرزها:

  • إطلاق مشاريع بحثية مشتركة بين جامعة عدن والمركز،
  • تبادل الإصدارات العلمية والبيانات الإحصائية،
  • تطوير الكفاءات الإدارية والفنية عبر برامج تدريبية متخصصة،
  • دعم الكراسي البحثية وتعزيز النشر الأكاديمي في المجلات المصنفة عالميًا،
  • تطبيق النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم، بالشراكة مع مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية.

تصريحات رسمية: طموحات وطنية لتعليم عالي متطور

في كلمته خلال مراسم التوقيع، عبّر الوزير الوصابي عن فخره بهذه الشراكة الاستراتيجية، مؤكدًا أنها "تمثل انطلاقة نوعية نحو الارتقاء بمستوى التعليم العالي في اليمن"، مشيدًا بـ"الجهود الاستثنائية التي بذلتها جامعة عدن ومركز اليونسكو لإنجاز هذه الاتفاقية".

كما وجّه الوزير شكره الخاص إلى رئيس جامعة عدن، الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور، على "قيادته الحكيمة ودعمه اللامحدود"، معتبرًا أن "جامعة عدن أصبحت نموذجًا وطنيًا يُحتذى به في مجالات التطوير والجودة"، وأن هذه الاتفاقية "ستفتح آفاقًا واسعة أمام التعاون البحثي والابتكاري في المرحلة القادمة".

من جهته، أكد الدكتور المديرس أن الاتفاقية "خطوة استراتيجية لتحويل مفاهيم الجودة من نظريات إلى مشاريع ميدانية ملموسة"، مشيرًا إلى أن مركز اليونسكو سيقدّم "الدعم الفني والاستشاري الكامل" لجامعة عدن لتطبيق النموذج العربي للجودة، خصوصًا في قطاعي التعليم الفني والمهني، وتعزيز قدراتها في البحث العلمي والنشر الدولي.

بدوره، أعرب رئيس جامعة عدن، الدكتور لصور، عن اعتزازه بأن تكون جامعته "أول مؤسسة أكاديمية يمنية توقّع مثل هذه الاتفاقية الرائدة"، مؤكدًا أن الجامعة "ستعمل بكل جدية على تحويل بنودها إلى برامج عملية تخدم التعليم والبحث العلمي"، وتعزز مكانتها كـ"رائدة أكاديمية على المستوى الإقليمي".

لماذا تُعد هذه الاتفاقية محورية؟

  • الأولى من نوعها في اليمن بين وزارة التعليم العالي ومركز اليونسكو.
  • جامعة عدن تتصدر المشهد الأكاديمي كرائدة في تبني معايير الجودة الدولية.
  • شراكة ثلاثية تجمع الوزارة، الجامعة، ومؤسسة حضرموت للتنمية البشرية.
  • تركيز على التعليم الفني والمهني، أحد الركائز الأساسية لتنمية القوى العاملة.
  • ربط البحث العلمي بالاحتياجات التنموية الوطنية عبر مشاريع قابلة للتطبيق.

ختامًا: نحو نهضة علمية يمنية

يأتي توقيع هذه الاتفاقية في سياق التوجهات الوطنية لوزارة التعليم العالي نحو تعزيز الشراكات الدولية، وتطوير منظومة التعليم الجامعي وفق معايير الجودة العالمية. وهي تُجسّد التزامًا جماعيًا من جميع الأطراف ببناء تعليم عالٍ حديث، قادر على إعداد كوادر وطنية مؤهلة تقنيًا وأكاديميًا، تسهم بفعالية في نهضة اليمن العلمية والتنموية.