المشهد اليمني

تحذير أممي عاجل: شبام التاريخية على حافة الخطر بسبب الشعارات السياسية – هل نشهد تكرار كارثة صنعاء؟

الإثنين 27 أكتوبر 2025 08:19 مـ 6 جمادى أول 1447 هـ
شبام
شبام

أطلق المندوب الدائم لليمن لدى منظمة اليونسكو، محمد جميح، تحذيرًا صارخًا من عواقب كارثية قد تطال مدينة شبام التاريخية، إحدى أبرز مواقع التراث العالمي، جرّاء رفع شعارات سياسية وأعلام حزبية على جدرانها الأثرية. ووصف جميح هذه الممارسات بأنها "انتهاك صارخ" لاتفاقية حماية التراث العالمي لعام 1972، محذرًا من أن استمرارها قد يؤدي إلى سحب الدعم الدولي والمشاريع التمويلية المخصصة لصون المدينة.

من صنعاء إلى شبام: سيناريو مُعادٌ بتفاصيل مقلقة

جاء تحذير جميح في سياق تذكيرٍ صارخ بتجربة صنعاء القديمة، التي شهدت قبل سنوات تشويهًا ممنهجًا لمعالمها التراثية على يد جماعة الحوثيين، عبر لصق ملصقات دعائية غير مرخصة واستخدام مواد بناء مخالفة في ترميم المباني التاريخية. وكانت النتيجة المباشرة لهذا التدهور: انسحاب اليونسكو من المشاريع التراثية في العاصمة اليمنية، وحرمانها من ملايين الدولارات من التمويل الدولي.

ولم يكتفِ جميح بالإشارة إلى التشويه البصري، بل كشف أن الاعتقالات التعسفية لموظفي اليونسكو العاملين في مجال حماية التراث بصنعاء كانت "عاملًا حاسمًا" في قرار المنظمة الدولية تقليص وجودها ودعمها، ما يضع شبام اليوم أمام مفترق طرق مماثل.

شبام: تحفة معمارية مهددة بالاندثار

تُعدّ شبام حضرموت، المعروفة بـ"مانهاتن الصحراء"، واحدة من أقدم المدن ذات العمارة العمودية في العالم، وقد أُدرجت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1982. ويعود تميزها إلى أبنيتها الطينية الشاهقة التي تعود إلى القرن السادس عشر، والتي تمثل نموذجًا فريدًا للتكيف الحضري مع البيئة الصحراوية.

غير أن رفع الشعارات السياسية على جدران هذه المباني — بحسب جميح — لا يُشكّل فقط تشويهًا بصريًا، بل يُهدّد الهوية الثقافية والمعمارية للمدينة، ويُعرّض وضعها كموقع تراث عالمي للخطر، خاصةً أن اتفاقية 1972 تشترط الحفاظ على الأصالة والوظيفة التاريخية لأي موقع مدرج.

نداء عاجل لإنقاذ التراث قبل فوات الأوان

في ختام تصريحاته، وجّه جميح نداءً عاجلًا إلى الجهات المعنية في محافظة حضرموت، داعيًا إياها إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الممارسات، وحماية شبام من مصير صنعاء. وشدّد على أن "أي تغيير بصري أو هندسي يؤثر على الطابع الأثري للمدينة قد يُفقد اليمن دعمًا دوليًا حيويًا لا يُعوّض".