• الرئيسية
• المشهد الدولي

تواصل الكويت خطواتها المتسارعة لتعزيز قدراتها في مجالي الطاقة وتحلية المياه، من خلال إطلاق مشاريع عملاقة تسهم في تحقيق رؤيتها للتنمية المستدامة وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن تأسيس شركة جديدة تحت اسم التحالف الخليجي للطاقة والمياه برأسمال يبلغ نحو 197 مليون دينار كويتي، أي ما يعادل 640 مليون دولار أمريكي، لتتولى مسؤولية تطوير وتشغيل المرحلتين الثانية والثالثة من محطة الزور الشمالية، إحدى أبرز المحطات الاستراتيجية في البلاد.

مشروع استراتيجي يدعم أمن الكويت المائي والكهربائي

يأتي تأسيس الشركة ضمن خطة الدولة لتوسيع مجمع الزور للطاقة والمياه الذي يعد من أكبر مشروعات الطاقة في المنطقة ويهدف المشروع إلى تعزيز إنتاج الكهرباء وتحلية المياه لتلبية الطلب المتزايد في ظل التوسع العمراني والصناعي الذي تشهده الكويت، كما يمثل المشروع نموذجًا ناجحًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص، من خلال نظام الشراكة (PPP) الذي يتيح تمويل المشاريع الكبرى دون تحميل ميزانية الدولة أعباء إضافية.

تحالف إقليمي بقيادة أكوا باور ومؤسسة الخليج للاستثمار

تم توقيع اتفاقية تنفيذ المشروع بالتعاون بين هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص ووزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة مع تحالف يضم شركة أكوا باور السعودية ومؤسسة الخليج للاستثمار وتصل التكلفة الإجمالية للمشروع إلى أكثر من مليار دينار كويتي، على أن يتم التنفيذ خلال ثلاث سنوات، ويُتوقع أن يسهم هذا التحالف الإقليمي في نقل الخبرات المتقدمة في مجالات الطاقة النظيفة والمياه إلى السوق الكويتي.

هيكل رأسمالي يتيح مشاركة المواطنين

توزع أسهم شركة التحالف الخليجي للطاقة والمياه بشكل يضمن العدالة والمشاركة المجتمعية، حيث ينقسم رأس المال إلى 1.97 مليار سهم بقيمة اسمية تبلغ 100 فلس للسهم الواحد، وجاء توزيع الملكية على النحو التالي:

• 10% للجهات الحكومية التابعة للدولة

• 40% للمستثمر الاستراتيجي

• 50% من الأسهم للمواطنين الكويتيين

• ومن المقرر إدراج الشركة في بورصة الكويت بعد بدء عملياتها التجارية المتوقع في منتصف عام 2028، ما يتيح للمواطنين فرصة المشاركة في واحد من أكبر مشاريع الطاقة في تاريخ البلاد.

قدرات إنتاجية هائلة وشراكة تمويلية عالمية

سيعمل المشروع الجديد بطاقة إنتاجية تصل إلى 2700 ميغاواط من الكهرباء باستخدام تقنية الدورة المركبة الحديثة، إضافة إلى تحلية 120 مليون غالون إمبراطوري يوميًا من المياه ويحظى المشروع بدعم تمويلي من مجموعة من البنوك المحلية والعالمية، ما يعكس الثقة المتزايدة في الاقتصاد الكويتي واستقراره الاستثماري.

خطوة جديدة نحو التنمية المستدامة

أكدت أسماء الموسى، المدير العام المكلف لهيئة مشروعات الشراكة، أن المشروع يعزز مكانة الكويت كمركز إقليمي للطاقة والمياه، ويمثل دليلاً على ثقة المستثمرين الدوليين في البيئة الاستثمارية الكويتية، كما يندرج المشروع ضمن سلسلة من المبادرات الحكومية التي تم تحويلها إلى شركات مساهمة عامة، مثل مشروع الزور الأولى وأم الهيمان ومستشفيات الضمان الصحي، مما يؤكد توجه الدولة نحو توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في التنمية الاقتصادية وتحقيق الاستدامة على المدى البعيد.

تمثل شركة التحالف الخليجي للطاقة والمياه خطوة جديدة في مسار الكويت نحو تحقيق أمنها المائي والكهربائي، وتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية في قطاع الطاقة، هذا المشروع العملاق لا يعكس فقط تطور البنية التحتية في الدولة، بل يجسد أيضًا رؤية الكويت المستقبلية نحو اقتصاد متنوع ومستدام يواكب تطورات العصر.