المشهد اليمني

توتر متصاعد في إسرائيل بعد استلام رفات رهينة جديدة من ”حماس” وسط غموض حول مصير باقي الجثث

الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 02:23 صـ 7 جمادى أول 1447 هـ
إسرائيل تستلم رفات رهينة جديدة من حماس
إسرائيل تستلم رفات رهينة جديدة من حماس

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، مساء الاثنين، في بيان مشترك، عن تسلم رفات رهينة جديدة من حركة "حماس" عبر الصليب الأحمر الدولي في شمال غزة، وأكد البيان أن الرفات نُقلت إلى المعهد الوطني للطب الشرعي في تل أبيب للتعرف على الهوية، وسط ترقب وغضب متزايد بين الإسرائيليين الذين ينتظرون استعادة جثث أحبائهم.

بيان مشترك من الجيش الإسرائيلي و"الشاباك" يكشف تفاصيل جديدة

وبحسب التقديرات الأولية، إذا تم التأكد من هوية الجثمان، فسيكون ذلك الرهينة السادسة عشرة التي تسلمها إسرائيل من أصل 28 كانوا ضمن اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مؤخرًا بين إسرائيل و"حماس"، فيما لا تزال جثث 12 رهينة أخرى في قطاع غزة، وسط غموض حول مصيرهم الحقيقي.

"حماس" تسلم الجثث.. وإسرائيل تشكك

تسليم الرفات جاء بعد أيام من جدل واسع داخل إسرائيل، بعدما تبين أن إحدى الجثث التي سُلّمت في صفقة سابقة لم تكن لرهينة إسرائيلي بل لفلسطيني من غزة، ورغم أن "حماس" أكدت أن الخطأ لم يكن مقصودًا، فإن الغضب الشعبي في إسرائيل تصاعد، واعتبر كثيرون أن الحركة تتلاعب بملف الجثث كورقة ضغط سياسية وإنسانية.

"حماس" تسلم جثمانًا للصليب الأحمر وسط تزايد الغضب في تل أبيب

ويخرج المتظاهرون بشكل متكرر إلى ساحة الرهائن في تل أبيب للمطالبة بسرعة استعادة باقي الجثث، في وقت تتزايد فيه الانتقادات لحكومة بنيامين نتنياهو بشأن بطء تنفيذ الاتفاق، ما يعكس توترًا داخليًا متصاعدًا في المشهد الإسرائيلي.

تدخل مصري ودور دولي في البحث

في تطور ميداني لافت، دخلت آليات ثقيلة من مصر إلى قطاع غزة للمشاركة في جهود البحث عن جثث الرهائن، في إطار تنسيق إنساني بين القاهرة وتل أبيب.
من جانبها، أكدت "حماس" أنها سلّمت جميع الرفات التي تمكنت من الوصول إليها، لكنها أشارت إلى أن استعادة الباقين تتطلب "جهودًا ومعدات خاصة"، في إشارة إلى الدمار الكبير الذي خلفته الحرب في شمال غزة.

الاستخبارات الإسرائيلية ترى أن "حماس" لا تملك السيطرة الكاملة على مواقع جميع الجثث، لكنها – وفق تقديراتها – تعرف أماكن بعضهم، وهو ما يجعل عملية الاستعادة شديدة التعقيد.

موقف واشنطن: الحذر والانتظار

من جهته، كشف مستشاران أمريكيان كبيران أن بلادهما تلقت تأكيدات من "حماس" – عبر وسطاء – بأنها "ستبذل كل ما بوسعها للعثور على الجثث المتبقية وإعادتها".
أما نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، فقد قلل الأسبوع الماضي من المخاوف بشأن هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه رفض تحديد جدول زمني لإعادة جميع الرفات، مؤكدًا أن العملية "لن تحدث بين عشية وضحاها".

بدوره، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألمح إلى أنه قد يسمح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية في غزة إذا ثبت أن "حماس" لا تلتزم بالاتفاق، في خطوة قد تعيد التصعيد الميداني إلى الواجهة مجددًا.

اتفاق هش وهدوء مشوب بالتوتر

ورغم هذه التحديات، لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار صامدًا نسبيًا حتى الآن، لكنه واجه أول اختبار حقيقي الأسبوع الماضي عندما قُتل جنديان إسرائيليان داخل القطاع، ما دفع الجيش الإسرائيلي لشن غارات جوية محدودة.
غير أن الطرفين، إسرائيل و"حماس"، أكدا التزامهما بالهدنة رغم تبادل الاتهامات، في مؤشر على رغبة كل منهما بتجنب العودة إلى دائرة الحرب المفتوحة.

وفي الوقت نفسه، زار عدد من المسؤولين الأمريكيين إسرائيل، بينهم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مهندسا اتفاق الهدنة، في مسعى للحفاظ على التفاهمات الهشة بين الطرفين.

غزة بعد الحرب.. غموض ومستقبل مجهول

في قطاع غزة، عاد عشرات الفلسطينيين إلى أنقاض منازلهم بعد عامين من الحرب المدمرة، حيث يُعتقد أن آلاف الجثث لا تزال مدفونة تحت الركام. ومع استمرار حالة الضبابية السياسية والأمنية، تبقى التساؤلات قائمة حول من سيتولى إدارة القطاع في حال نزع سلاح "حماس"، وكيف ستتعامل إسرائيل مع الفراغ الأمني المحتمل في غزة.

خلاصة المشهد

ورغم تسليم رفات جديدة اليوم، فإن الجرح الإنساني والسياسي لا يزال مفتوحًا، وسط غياب رؤية واضحة لنهاية الصراع أو لطمأنة العائلات التي تنتظر جثث أحبائها منذ شهور.

الكلمات المفتاحية

الجيش الإسرائيلي، الشاباك، حركة حماس، رفات رهائن، غزة، وقف إطلاق النار، نتنياهو، الصليب الأحمر، الولايات المتحدة، الرهائن في غزة.