ستيف بروس يكشف سر تألق عمرو زكي في ويجان 2008: ”زكي كان يحتاج إجازة ليسجل ثنائية في ليفربول”
كشف المدرب الإنجليزي ستيف بروس خلال ظهوره الأخير في بودكاست مشترك مع النجم بول سكولز، عن تفاصيل جديدة من فترة تدريبه لفريق ويجان أثليتيك موسم 2008، وهي الفترة التي شهدت بزوغ نجم المهاجم المصري عمرو زكي في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال بروس إنه يعتبر فريق ويجان في ذلك الموسم الأفضل خلال مسيرته التدريبية، لما كان يملكه من عناصر مميزة مثل تشارلز نزوغبيا، إيميل هيسكي، هوغو روداليغا، والنجم المصري عمرو زكي الذي وصفه بأنه "لاعب لا يمكن ترويضه داخل الملعب".
تألق لا يُنسى في البريميرليج
أوضح ستيف بروس أن عمرو زكي كان يعيش فترة استثنائية في إنجلترا، حيث تأقلم بسرعة مذهلة مع أجواء البريميرليج، وسجل أهدافاً حاسمة جعلت جماهير ويجان تتغنى باسمه، وأكد أن قوة زكي البدنية وشغفه بالتسجيل جعلاه مهاجماً مرعباً لأي دفاع.
وأضاف بروس أن ما فعله زكي في الأشهر الأولى من الموسم كان مذهلاً، إذ تصدر قائمة هدافي الدوري لفترة، وتحوّل إلى نجم جماهيري في مصر وإنجلترا على السواء.
الحكاية المثيرة قبل مواجهة ليفربول
وسرد بروس موقفاً طريفاً قبل مباراة ويجان ضد ليفربول على ملعب "أنفيلد"، حيث قال إن زكي تأخر في العودة من إجازته، وكان من المفترض أن يعود يوم الثلاثاء لكنه وصل يوم الخميس، وعندما سأله المدرب عن السبب، أجابه المهاجم المصري بثقة: "زكي يحتاج إجازة".
وأضاف بروس أنه قرر معاقبته بعدم إشراكه في التشكيل الأساسي، لكنه اضطر إلى تغييره في اليوم التالي لعدم توفر بديل هجومي، فبدأ زكي المباراة وسجل هدفين مبكرين في شباك الريدز، أحدهما من مقصية رائعة، قبل أن تنتهي المباراة بفوز ليفربول 3-2.
هيمنة إعلامية في مصر
أشار بروس إلى أن متابعة مباريات ويجان في تلك الفترة كانت ظاهرة فريدة في مصر، إذ كانت القناة الثانية المصرية تبث لقاءات الفريق خصيصاً بسبب عمرو زكي، الذي أصبح حديث الجماهير ووسائل الإعلام، وكان المشجعون يتابعون عدد أهدافه بشغف، خاصة أن تسجيله لعشرة أهداف كان سيمنح نادي الزمالك، فريقه الأصلي، نصف مليون جنيه إسترليني إضافية ضمن بنود العقد.
النهاية المحزنة لمسيرة موهبة استثنائية
ورغم البداية الأسطورية، فإن مسيرة عمرو زكي شهدت تراجعاً مؤسفاً لاحقاً بسبب مشكلات انضباطية وإصابات متكررة، قبل أن يختفي تدريجياً عن الأضواء، وتشير تقارير حديثة إلى أن النجم المصري السابق يواجه حالياً صعوبات في حياته الشخصية ويكافح للتعافي من الإدمان الذي أثر على استقراره بعد الاعتزال.
ويختم بروس حديثه قائلاً: "زكي كان موهبة لا تُصدق، ولو حافظ على نفسه لكان واحداً من أعظم المهاجمين الذين دربتهم".
تظل قصة عمرو زكي مع ويجان أثليتيك واحدة من أبرز الحكايات في تاريخ مشاركة اللاعبين العرب في الدوري الإنجليزي، تجمع بين التألق الكبير والبداية الصاروخية، والنهاية التي تترك في النفس حسرة على موهبة لم تُستثمر كما يجب.
