المشهد اليمني

نساء قرية الخرابة بمحافظة إب يُعلنّ ”عهد الصمود”: لن نسمح بكسارة تُهدّد صحتنا وبيئتنا—مهما كلف الثمن!

الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 09:46 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
النساء
النساء

في موقف نادر يعكس وعيًا بيئيًا واجتماعيًا استثنائيًا، أعلنت مجموعة من النساء في قرية الخرابة بمديرية ذي السفال جنوب محافظة إب، رفضهن القاطع لأي محاولة لإقامة مشروع كسارة في مناطقهن، محذّرات من "كارثة بيئية وصحية" قد تطال أجيالًا قادمة.

وأكدن في تصريحات جماعية موحّدة أن "الكسارة ليست مشروعًا تنمويًّا، بل قنبلة موقوتة"، مشيرات إلى أن التلوث الهوائي والضجيج الدائم والاهتزازات الأرضية الناتجة عن مثل هذه المشاريع تهدّد سلامة الأطفال، وتدمّر المزروعات، وتفاقم الأمراض التنفسية في مجتمع يعاني أصلاً من شح الخدمات الصحية.

"حتى لو قرحت رؤوسنا!"
لم تكتفِ النساء بالتعبير عن رفضهن، بل أطلقن ما وصفنه بـ"عهد الصمود"، قائلات: "نحن لا نفاوض، ولا نساوم. لن نسمح بإقامة الكسارة مهما كلفنا ذلك من تضحيات... حتى لو قرحت رؤوسنا!" — في عبارة تحمل رمزية شعبية تعكس العزم والتصميم على حماية الأرض والعرض.

مستثمر حوثي يُهدّد السكان بقوّة السلاح
ويأتي هذا الموقف الجريء في سياق تصاعد التوترات المحلية، بعد معلومات مؤكدة تفيد بأن مستثمرًا ينتمي إلى جماعة الحوثي من محافظة عمران يسعى منذ أيام لفرض إنشاء الكسارة في القرية، مستغلًا نفوذه السياسي والعسكري. وقد استجلب، وفق شهود عيان، "أطقم مسلحة" تابعة للجماعة لترهيب الأهالي ودفعهم قسرًا لقبول المشروع.

وأشار سكان محليون إلى أن هذه المحاولات لم تقتصر على التهديدات اللفظية، بل تجاوزتها إلى ممارسات ترهيب مباشرة، بما في ذلك التجمّعات المسلحة قرب منازل المعارضين، في محاولة لإثارة الرعب وفرض الأمر الواقع.

النساء: خط الدفاع الأول عن الأرض والبيئة
في مشهد يعكس تحولًا نوعيًّا في دور المرأة الريفية اليمنية، برزت نساء الخرابة كخط دفاع أول عن مجتمعهن، متحدّيات ليس فقط التهديدات الأمنية، بل أيضًا الصور النمطية التي تقلّل من صوتهن في القضايا العامة. وبحسب إحدى الناشطات المحليات: "إذا سكتنا اليوم، فغدًا لن يبقى لنا ماء نشربه أو هواء نتنفّسه."