المشهد اليمني

الحديدة على صفيح ساخن: أنفاق حوثية متطورة تحت إشراف ”حزب الله” تهدد المدنيين وتحضّر لحرب مدن دامية

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 12:30 صـ 8 جمادى أول 1447 هـ
الحديدة
الحديدة

كشفت مصادر أمنية ومحلية مطلعة في الساحل الغربي عن تحركات عسكرية مقلقة تنفذها مليشيا الحوثي في محيط مدينة وميناء الحديدة الاستراتيجي، تشمل حفر شبكة واسعة من الأنفاق والخنادق التحصينية، بدعم مباشر من خبراء عسكريين تابعين لـ"حزب الله" اللبناني.

وبحسب المصادر، فإن هذه التحصينات لا تقتصر على مجرد خنادق دفاعية، بل تشكّل بنية تحتية عسكرية معقدة تمتد على مسافة تزيد عن 30 كيلومترًا، من أطراف مديرية بيت الفقيه جنوبًا حتى ساحل مديرية الحالي شمالًا. وتشمل الشبكة أنفاقًا مترابطة تحتوي على مخازن أسلحة ومتفجرات، إضافة إلى فتحات سرية تُستخدم للتنقّل الليلي ونقل الذخائر دون كشفها من الجو.

والأكثر إثارة للقلق، وفق المصادر، هو أن بعض هذه الأنفاق صُمّمت على هيئة قنوات مياه يمكن فتحها متى شاء الحوثيون لإغراق أحياء سكنية أو طرق رئيسية، في محاولة لعرقلة أي تقدّم عسكري مستقبلي. ويُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من خطة دفاعية استنزافية تعتمد على تحويل المدينة إلى ساحة حرب مُعقدة.

المدنيون في قلب المعركة

المأساة الأكبر تكمن في أن هذه الأنفاق تمرّ عبر أحياء سكنية كثيفة ومزارع زراعية، ما يعرّض آلاف العائلات لخطر مباشر، سواء من جرّاء انهيار التربة أو من جرّاء استهداف هذه المواقع عسكريًّا. ويزداد الوضع سوءًا مع تأكيدات عن استمرار المليشيا في نصب منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة داخل المباني السكنية، في تكتيك مُتعمّد لاستخدام المدنيين كـدروع بشرية.

تحضير لسيناريو "حرب المدن"

التحركات الحوثية الجديدة تُقرأ على نطاق واسع كاستعداد مكثّف لسيناريو "حرب المدن"، حيث تسعى الجماعة إلى جرّ أي عملية عسكرية مستقبلية إلى متاهات تحت الأرض وشوارع ضيقة، ما يرفع الكلفة الإنسانية والعسكرية على الطرف المقابل. ويُعتقد أن الخبراء التابعين لحزب الله يوفرون الاستشارات الهندسية والتكتيكية اللازمة لبناء هذه البنية التحتية، مستفيدين من خبرتهم في جنوب لبنان.

تحذيرات دولية متوقعة

رغم غياب رد فعل دولي فوري حتى الآن، فإن هذه التطورات قد تدفع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحديث تحذيراتهم بشأن تصعيد محتمل في الحديدة، التي تُعد شريان الحياة لأكثر من 80% من الواردات الإنسانية إلى اليمن. وسبق أن حذّرت منظمات إغاثية مرارًا من أن أي مواجهة عسكرية في المدينة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.