”لماذا انضم إلى الحوثيين؟ ولماذا هرب منهم؟ الاعتراف الصادم لقائد عسكري يمني بعد 5 سنوات من الصمت”
كشف القائد العسكري المنشق حديثًا عن جماعة الحوثي، صلاح الصلاحي، عن تفاصيل التحاقه بالجماعة المسلحة، ودوافع انشقاقه عنها، مشيرًا إلى أن انضمامه لم يكن طوعًا، بل تحت وطأة الاغتيال السياسي لوالده، وسعيه للقصاص العادل دون انتقام أو ظلم.
وأكد الصلاحي، في حديثٍ متلفز مساء الثلاثاء، أن قراره بالانضمام إلى ما وصفه بـ"مسيرة الشيطان المشؤومة" في 13 فبراير 2020 جاء بعد اغتيال والده على يد "أيدي مستأجرة" تابعة للمليشيا، موضحًا أن هدفه الوحيد منذ ذلك الحين كان "محاسبة قتلة والدي ومن دعمهم ومولهم"، لا الانخراط في مشروع طائفي أو عقائدي.
"لم نكن نبحث عن مال أو سلطة... بل عن عدالة"، قال الصلاحي، مشيرًا إلى أنه كان تاجرًا ناجحًا في المملكة العربية السعودية حتى تاريخ 25 أكتوبر 2018، حين غادرها عائدًا إلى اليمن بعد الحادثة التي غيّرت مسار حياته.
ثلاثة أسباب رئيسية دفعته للانشقاق
في شهادته التي اتسمت بطابع ديني ووطني، حدّد الصلاحي ثلاثة أسباب جوهرية دفعته إلى قطع كل صلة مع الجماعة الحوثية:
-
استهداف الجيل القادم عبر غرس عقيدة مسمومة
كشف الصلاحي أن الجماعة تعمل على "تدمير الهوية الإيمانية الصحيحة" من خلال "النيل من الصحابة، وتشويه سمعة أمهات المؤمنين، خصوصًا عائشة رضي الله عنها"، وهو ما وصفه بـ"الانحراف العقائدي الصارخ". -
إهانة مشائخ القبائل ووجهاء المجتمع
لفت إلى أن الحوثيين "يحتقرون كبار الأسر ويعتبرون احترامهم ضعفًا"، وهو ما تجلى في ممارسات يومية ضد وجهاء محافظة تعز، مؤكدًا أن "الصبر على هذا الذل وصل إلى نهايته". -
استخدام المدنيين دروعًا بشرية
كشف عن مخططات الجماعة لـ"اجتياح المناطق المحيطة بخطوط التماس، وتجنيد أبناء تلك المناطق قسرًا كدروع بشرية"، محذرًا من أن "السكوت على هذه الجريمة جُرمٌ عظيم نتحمل وزره أمام الله".
"لم نقتل أحدًا بغير حق... سلّمنا القاتل للعدالة"
ومن أبرز ما تضمّنه تصريح الصلاحي هو تأكيده على التزامه بالعدالة دون انتقام، قائلًا:
"حتى القاتل الحقيقي لوالدي، حين قبضنا عليه، لم نقتله... بل سلّمناه ليد العدالة"، مستشهدًا بقوله تعالى:
﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾.
وأضاف أن هذا المبدأ – عدم سفك الدم الحرام – كان سرّ "النور والهدى" الذي مكّنه من تطهير منطقته من "العابثين والقتلة"، بدعم من "الشرفاء من مشائخ العزل ووجهائها".
"الحق خطر على الباطل... فحاربوني"
وأوضح الصلاحي أن الجماعة بدأت تستشعر "خطورة انتشار الحق" حين لاحظت التفاف الأهالي حوله، فبدأت بـ"محاربته ومحاربة كل من وقف إلى جانبه"، رغم إخلاصه لهم في البداية ونيّته "الحفاظ على المجتمع بكل توجّهاته".
"لم نخُن، ولم نغدر، ولم نكن أدوات بيد أحد... لكنهم أرادوا منا أن نكون ظلمة، فرفضنا"، قال.
رسالة إلى اليمنيين: "الدين لا يُبنى على الظلم"
واختتم الصلاحي رسالته بتذكير بأن الإسلام "لم يُبنَ على محاربة دور العبادة، ولا على سفك دماء الأبرياء، مسلمين كانوا أو غير مسلمين"، مستشهدًا بقوله تعالى:
﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ﴾،
داعيًا كل "مؤمن يطلب الحقيقة" إلى التأمل في ممارسات الجماعة ومقارنتها بمبادئ الشريعة السمحة.
