المشهد اليمني

القسام تعلن انتشال جثتي الأسيرين الإسرائيليين في غزة.. وتهدد بتعليق التسليم بعد غارات الاحتلال

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 02:22 صـ 8 جمادى أول 1447 هـ
القسام
القسام

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الثلاثاء، عن انتشال جثتي الأسيرين الإسرائيليين "أميرام كوبر" و"ساهر باروخ"، وذلك خلال عمليات بحث وحفر معقدة داخل قطاع غزة، وسط ظروف أمنية وإنسانية شديدة الخطورة.

كتائب القسام تكشف تفاصيل جديدة عن جثث الأسيرين الإسرائيليين

وأكدت كتائب القسام في بيانها أن عمليات البحث استمرت عدة أيام في مناطق تتعرض للقصف بين الحين والآخر، مشيرة إلى أن جهود مقاتليها أسفرت عن العثور على جثماني الأسيرين الإسرائيليين بعد عمليات دقيقة تحت الأرض.

ويأتي هذا الإعلان في وقتٍ حساس تشهد فيه الهدنة الهشة بين إسرائيل وحماس اختبارات متتالية، وسط اتهامات متبادلة بخرق وقف إطلاق النار المستمر منذ أسابيع.

الاحتلال يخرق الهدنة ويقصف غزة مجددًا

وعقب إعلان القسام، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إصدار أوامر عاجلة إلى الجيش الإسرائيلي بتنفيذ غارات قوية على قطاع غزة، ردًا على ما وصفه بـ"تأخر حماس في تسليم جثث الأسرى".

وأفاد البيان الرسمي الصادر عن الحكومة الإسرائيلية أن الجيش تلقى تعليمات واضحة بشن هجمات عنيفة على مواقع داخل غزة، في خطوة اعتبرها مراقبون خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية دولية.

ووفقًا لمصادر محلية في غزة، فإن طائرات الاحتلال شنت سلسلة غارات استهدفت مناطق متفرقة في جنوب القطاع، ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة دون الإبلاغ عن خسائر بشرية حتى اللحظة.

رد القسام: تأجيل تسليم الجثامين بسبب العدوان

وردت كتائب القسام سريعًا على القصف الإسرائيلي بإعلانها تأجيل تسليم جثمان أحد الأسرى الإسرائيليين الذين تم العثور عليهم خلال عمليات الحفر، مؤكدة أن خرق الاحتلال للهدنة يقوّض جهود البحث وانتشال الجثامين.

وقالت الكتائب في بيانها الرسمي:

“سنؤجل تسليم الجثة التي كان مقررًا نقلها اليوم، بسبب خروقات الاحتلال المتكررة، ونحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي تأخير في عمليات الاستعادة”.

وأكدت القسام أن أي تصعيد عسكري جديد من الجانب الإسرائيلي سيؤدي إلى تجميد كامل لعمليات البحث والحفر الجارية، مشيرة إلى أن استمرار العدوان يعقّد مساعي إنجاز تبادل الجثامين وفق التفاهمات الإنسانية الأخيرة.

رسائل سياسية بين التصعيد والتهدئة

ويقرأ مراقبون هذا التصعيد الجديد باعتباره رسالة متبادلة بين إسرائيل وحماس؛ فبينما تسعى تل أبيب لاستعراض القوة داخليًا بعد ضغوط عائلات الأسرى، تحاول القسام إرسال تحذير بأنها ما زالت تمسك بخيوط اللعبة الميدانية في غزة رغم الحصار والهجمات المتواصلة.

ويرى محللون أن إعلان القسام عن انتشال الجثتين في هذا التوقيت قد يفتح بابًا لمفاوضات إنسانية جديدة، لكنه في الوقت ذاته يهدد بانهيار الهدنة الهشة إذا استمر الاحتلال في عملياته العسكرية.

مشهد متأرجح بين الحرب والسلام

يبقى المشهد الغزي في حالة ترقب بين تصعيدٍ محتمل وهدوءٍ هش، فيما تواصل كتائب القسام إرسال رسائلها العسكرية والسياسية عبر الميدان، وبين غارات الاحتلال وتصريحات حماس، يظل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مهددًا بالسقوط في أي لحظة، ما لم تتدخل القوى الدولية بشكل حاسم لإعادة التوازن ووقف دوامة العنف.