المشهد اليمني

من سيكسب حرب الغواصات أمريكا أم الصين؟

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 12:43 مـ 8 جمادى أول 1447 هـ
حرب الغواصات
حرب الغواصات

تَبرز اليوم أهمية الصراع تحت سطح البحر بين الولايات المتحدة والصين كجزء محوري من المنافسة الاستراتيجية في المحيطين الهادئ والهندي، إذ لا يمكن التكهن بشكل حاسم بمن سيفوز في هذا النوع من النزاعات — لكن الأكيد أن لكل جانب مميزات قوية يوفرها له أسطوله، بمعنى أن النتيجة لن تكون محسومة.

التفوق الأميركي: أسطول أكبر وخبرة طويلة

من أبرز محاور التفوق لدى الولايات المتحدة في سياق الصراع تحت سطح البحر:

تمتلك البحرية الأميركية عددًا أكبر من غواصات الطاقة النووية والهجومية، وهي ميزة تؤمن تغطية جغرافية أوسع وقدرة أكبر على العمل بعيداً عن الساحل.

الغواصات الأميركية من فئات مثل “فيرجينيا” و”لوس أنجلوس” (Virginia & Los Angeles classes) تتميز بتقنيات التخفي، ونشر الصواريخ المجنّحة مثل “توماهوك” (Tomahawk)، إضافة إلى غواصات استراتيجية قادرة على إطلاق الصواريخ الباليستية (مثلاً فئة Ohio) مما يزيد من الإرهاب النووي أو الردعي في إطار الصراع.

الخبرة التشغيلية الطويلة للبحرية الأمريكية في مهام الغواصات تمنحها ميزة مهمة في مواجهة السيناريوهات المعقدة، في حين أن الصين ما زالت في مرحلة تسارع التحديث.

التقدم الصيني: نمو سريع وقدرات صاعدة

مقابل ذلك، تسعى الصين جاهدة لتعزيز موقعها في إطار الصراع تحت سطح البحر بين الولايات المتحدة والصين، عبر:

أسطول متزايد من الغواصات، فمن المتوقع أن تصل قوة غواصات People’s Liberation Army Navy (PLAN) إلى نحو 65 غواصة بحلول عام 2025.

تطوير غواصات نووية هجومية وباليستية جديدة، مثل فئة Type 094 (Jin-class) والقادمة فئة Type 096 (Tang-class) التي من المتوقع أن تشكّل نقلة نوعية في قدرات الصين في الصراع تحت سطح البحر.

قطاع بناء السفن لديها أسرع نمواً، إلى جانب تركيز كبير على التكنولوجيات الحديثة (كالتخفي، الدفع المستقل عن الهواء AIP، أنظمة الصواريخ تحت المياه) ما يعزز قدرتها على المضي قدماً في الصراع تحت سطح البحر بين الولايات المتحدة والصين.

نقاط الضعف والتحديات في كل طرف

في إطار الصراع تحت سطح البحر بين الولايات المتحدة والصين، لا بد من الإشارة إلى التحديات التي تواجه كل طرف:

رغم تفوق الولايات المتحدة العددي والتكنولوجي، فإن صناعة الغواصات لديها تواجه ضغوطاً تتعلق بقدرات إشغال السفن وبناء البدائل والتحديث، ما قد يؤثر على جاهزية الأسطول في سيناريو طويل الأمد.

أما الصين، فتواجه تحديات في الخبرة التشغيلية والنفسية لمواجهة قوة بحرية ذات خبرة راكمتها الولايات المتحدة لسنوات، كما أن بعض المصادر تشير إلى أن الانتقال إلى غواصات نووية متطورة بالكامل ليس بالأمر السريع.

السيناريو العملي: لماذا لا يمكن حسم الفائز؟

في إطار الصراع تحت سطح البحر بين الولايات المتحدة والصين، تبرز الأسباب التي تجعل من الصعب تحديد من سيكون الفائز بشكل قاطع:

طبيعة الحرب تحت سطح البحر معقدة للغاية، إذ تعتمد على قدرات التخفي، الكشف المتبادل، الإمداد اللوجستي، والسيطرة على الميدان البحري الأوسع، وليس فقط عدد الغواصات أو الصواريخ.

التأثيرات الجغرافية والمناطقية (المحيط الهادئ، بحر الصين الجنوبي، مضيق تايوان) تعطي الصين بعض المزايا في نطاقها المحلي، بينما الولايات المتحدة تمتلك قدرة مشروعَة على العمل عالمياً، مما يجعل الصراع متعدد الأبعاد وليس أحادي-المعطى.

التطورات التكنولوجية السريعة: الصين في طور تحديث كبير، والولايات المتحدة تسعى للحفاظ على التفوق، ما يعني أن المشهد يتغير باستمرار، وبالتالي ما يبدو تفوقاً اليوم قد لا يكون كذلك غداً.

التوقعات القادمة

من الواضح أن موضوع الصراع تحت سطح البحر بين الولايات المتحدة والصين لا يخضع لحسم بسيط أو سريع، فكل طرف يمتلك مميزات حيوية في هذا المجال لكن أيضاً يعاني من نقاط ضعف، في المدى القريب، سيظل التفوق الأميركي في الغواصات النووية والخبرة عاملاً حاسماً، بينما الصين ستواصل تضييق الفجوة من حيث عدد الغواصات والتكنولوجيا، في الأجل المتوسط، قد يتحول الصراع إلى سباق قدرة تصنيع وإنتاج وصيانة غواصات، بما يجعل الصين أكثر قدرة على المنافسة، سنوافيكم بتحديثات مستقبلية حال ظهور بيانات رسمية جديدة من وزارتي الدفاع لدى الطرفين أو من تقارير مستقلة.