المشهد اليمني

غضب عارم ومحاولة اقتحام مطار دار السلام.. تنزانيا على صفيح سياسي ساخن بعد الانتخابات المثيرة للجدل

الخميس 30 أكتوبر 2025 10:23 مـ 9 جمادى أول 1447 هـ
تنزانيا
تنزانيا

تشهد تنزانيا واحدة من أكثر اللحظات توتراً في تاريخها السياسي الحديث، بعد احتجاجات واسعة اجتاحت شوارع العاصمة دار السلام مساء الخميس، أعقبها محاولة اقتحام مطار دار السلام الدولي (جولياس نيريري)، في مشهد غير مسبوق أثار مخاوف داخلية ودولية بشأن استقرار البلاد بعد الانتخابات الأخيرة.

حصار مطار دار السلام وصدامات مع الأمن

الهتافات التي دوّت في الطرق المؤدية للمطار حملت رسائل مباشرة، أبرزها: "أوقفوا التزوير" و"استرجعوا الوطن"، والمحتجون اتهموا السلطات بإقصاء المعارضة والتلاعب بالنتائج في واحدة من أكثر الانتخابات إثارة للجدل منذ عقود، ما فجر حالة غضب شعبي واسعة واحتجاجات عارمة هزت المشهد السياسي التنزاني.

حصار المطار.. ومحاولة منع هروب مسؤولين

شهود عيان تحدثوا لوكالة رويترز أكدوا أن مجموعات من المتظاهرين حاولت منع مغادرة شخصيات سياسية بارزة عبر مطار دار السلام، وسط اعتقاد شعبي بأن مسؤولين قد يسعون لمغادرة البلاد قبل بدء التحقيقات أو فرض إجراءات لاحقة.

المتظاهرون قاموا بإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية للمطار، الأمر الذي اضطر قوات الأمن إلى التدخل بسرعة وحصار المنطقة بالكامل، وسط صدامات شهدت استخدام الغاز المسيل للدموع، فيما وردت تقارير عن استخدام ذخيرة حية لتفريق المحتجين الغاضبين.

تحذيرات السفارة الأمريكية

في خضم التصعيد، أعلنت السفارة الأمريكية في تنزانيا أن الطرق المؤدية للمطار أغلقت بالكامل، ودعت المواطنين الأمريكيين والمقيمين إلى البقاء داخل منازلهم وعدم الاقتراب من مناطق التوتر، في مؤشر واضح على خطورة الوضع الميداني في العاصمة.

هذه التحذيرات الدولية عززت المخاوف من اتساع رقعة الاضطرابات، خاصة مع استمرار الاحتجاجات في عدة مدن أخرى، بحسب تقارير محلية.

إجراءات أمنية مشددة وحظر تجول

الحكومة التنزانية سارعت إلى فرض حظر تجوّل شامل في دار السلام اعتبارًا من السادسة مساءً، وتفعيل انتشار واسع للجيش وقوات الأمن حول المؤسسات الحيوية، بما في ذلك مطار دار السلام، والمقار الحكومية، ومفاصل رئيسية في العاصمة.

السلطات أعلنت أنّ هذه التحركات تأتي لحماية الأمن القومي ومنع الفوضى، بينما رأى المحتجون أنها تأتي ضمن محاولة لإحكام القبضة ومنع خروج الغضب الشعبي عن السيطرة.

أزمة ديمقراطية أم بداية تحول سياسي؟

الانتخابات في تنزانيا هذه المرة جاءت وسط انتقادات واسعة تتهم الحكومة بـ"تقليص مساحة العمل السياسي" و"استبعاد مرشحين معارضين بارزين"، مما أشعل فتيل الاحتجاجات.

محللون سياسيون أكدوا أن ما يحدث اليوم يمثل اختبارًا حقيقيًا لشرعية النظام في تنزانيا، وأن محاولة اقتحام المطار ليست سوى انعكاس لحجم الاحتقان الشعبي وعمق الأزمة السياسية.

ويعتقد مراقبون أن احتجاجات تنزانيا قد تكون بداية مرحلة جديدة من المطالبة بالإصلاح السياسي، وربما نقطة تحول في تاريخ البلاد التي كانت تُعرف باستقرارها النسبي في شرق إفريقيا.

مستقبل غامض

مع استمرار الدعوات للتظاهر ومراقبة دولية متصاعدة، تبدو تنزانيا أمام مفترق طرق، بين إما السيطرة الأمنية، أو الاستجابة للمطالب السياسية، وإعادة فتح المجال أمام المعارضة والرأي العام، والجميع يترقب — هل تهدأ الشوارع؟ أم أننا أمام بداية موجة تغيير كبرى في تنزانيا؟.