لإنقاذ الحوثي من الضربة القاضية.. تحركات إيرانية حوثية مشتركة مع المبعوث الأممي في مسقط
في ظل تصاعد المطالب اليمنية بإطلاق عملية عسكرية تنهي انقلاب الحوثيين، شهدت العاصمة العُمانية مسقط تحركات دبلوماسية مكثفة ولافتة، بين مسؤولين إيرانيين وعمانيين، ووفد مليشيات الحوثي التابعة لإيران، إلى جانب المبعوث الأممي الخاص باليمن، هانس غروندبرغ.
وعقد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، سلسلة لقاءات شملت الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي ورئيس فريقها المفاوض، محمد عبدالسلام، إلى جانب عدد من المسؤولين العمانيين، كما اجتمع بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، وذلك لمناقشة آخر التطورات السياسية والميدانية المرتبطة بالملف اليمني، وما تسمى بخارطة الطريق الخاصة باتفاق السلام.
وبحسب الإعلام الإيراني، فقد قدّم ناطق الحوثيين، للمسؤول الإيراني، عرضًا تفصيليًا حول المستجدات السياسية، مشددًا على "أهمية الحفاظ على التماسك الداخلي"، كما عبّر عن امتنان جماعته الانقلابية للدعم الذي تقدمه إيران، في سياق ما وصفه بـ"مواجهة العدوان الخارجي".
من جانبه، ثمّن المسؤول الإيراني ما اعتبره "موقفًا تاريخيًا" للحوثيين في مواجهة ما وصفه بـ"الإجراءات العدوانية وغير المشروعة من قبل الكيان الصهيوني"، معتبرًا ذلك دليلاً على "ثباتهم في الدفاع عن قضايا الأمة"، بحسب تعبيره.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، عقد اجتماعًا منفصلًا مع نائب وزير الخارجية الإيراني، حيث ناقشا تطورات الوضع السياسي والميداني في اليمن، بالإضافة إلى الغارات الجوية، وخارطة الطريق الخاصة باتفاق السلام، والأزمة الإنسانية، إلى جانب عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وكان غروندبرغ قد التقى في وقت سابق، يوم الأربعاء 29 أكتوبر، بالناطق الرسمي لجماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، في العاصمة مسقط، حيث تناول اللقاء بنود خارطة الطريق المقدمة من الأمم المتحدة، والتي تم التوافق عليها مع الجانب السعودي برعاية سلطنة عمان.
ووفقًا لبيان صادر عن الوفد الحوثي، طالعه "المشهد اليمني"، فقد شدد عبدالسلام خلال اللقاء على ضرورة تنفيذ بنود الخارطة، وعلى رأسها ما وصفه بـ"الاستحقاقات الإنسانية"، متهمًا أطرافًا لم يسمّها بالمماطلة في التنفيذ دون مبرر، حسب ما ورد في البيان.
وما إن أنهى المبعوث الأممي لقاءاته مع الإيرانيين والحوثيين في العاصمة العُمانية مسقط، حتى توجه إلى العاصمة البحرينية المنامة للقاء معالي وزير الخارجية اليمني، الدكتور شائع محسن الزنداني، الذي يشارك في فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مؤتمر الأمن الإقليمي "حوار المنامة".
وجرى خلال اللقاء بحث آخر المستجدات على الساحة اليمنية، والجهود الأممية والدولية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار وتعزيز العمل الإنساني في مختلف مناطق البلاد.
وانتقل الزنداني خلال المباحثات إلى الانتهاكات المتواصلة التي تنفذها مليشيا الحوثي بحق موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات الإنسانية، مطالباً "بالإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط"، مع التأكيد على "ضمان سلامة كوادر العمل الإنساني".
وأعرب الوزير الزنداني عن "دعم الحكومة الكامل لجهود الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية"، معترفاً بـ"دورها في التخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني".
بدوره، جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ "التزام المنظمة الدولية بدعم جميع المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية"، مؤكداً أهمية استئناف ما وصفه بـ"المسار السياسي الشامل".
